Top

ممدوح عدوان..مبدع متعدد الوجوه في ذكرى رحيله

تحلّ ذكرى رحيل الأديب السوري ممدوح عدوان، أحد أبرز الأصوات الثقافية العربية التي جمعت بين الشعر والمسرح والرواية والترجمة والدراما التلفزيونية، في تجربة إبداعية استثنائية اتسمت بالتنوع والجرأة والالتزام الفكري.

وفي أربعينية رحيله، كتب الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش شهادة لافتة، توقّف فيها عند تشظّي طاقات عدوان الإبداعية وتعدّد مساراته، معتبراً أن هذا التنوّع لم يكن ترفاً إبداعياً، بل جوهر تجربته، حين قال: “كم حيّرني فيك انشقاق طاقاتك الإبداعية عن مسار التخصص… بحثت عن الفريد في الكثير من دون أن تعلم أن الفريد هو أنت”.

وُلد ممدوح عدوان في 23 نونبر 1941 بقرية قيرون بمنطقة مصياف التابعة لمحافظة حماة السورية. تلقّى تعليمه الأولي بمصياف، ثم تابع دراسته الثانوية بين حماة وحمص، قبل أن يلتحق بجامعة دمشق حيث نال الإجازة في الآداب – قسم اللغة الإنكليزية سنة 1966.

بدأ عدوان نظم الشعر منذ مرحلة مبكرة من حياته الدراسية، واشتغل بالصحافة ابتداءً من سنة 1964 بجريدة الثورة السورية. نُشرت أولى قصائده في مجلة الآداب اللبنانية سنة 1964، فيما صدر ديوانه الأول “الظل الأخضر” سنة 1967 عن وزارة الثقافة السورية.

في مجال الشعر، خلّف عدوان 17 مجموعة شعرية، من أبرزها:

الظل الأخضر، تلويحة الأيدي المتعبة، الدماء تدق النوافذ، وهذا أنا، طيران نحو الجنون، للريح ذاكرة ولي، حياة متناثرة، أقبل الزمن المستحيل، أمي تطارد قاتلها، لو كنت فلسطينياً، يألفونك فانفر…

أما في المسرح، فقد كتب نحو 25 مسرحية، من بينها: كيف تركت السيف، ليل العبيد، هملت يستيقظ متأخراً، حال الدنيا، الخدامة، سفر برلك، محاكمة الرجل الذي لم يحارب، زنوبيا تندحر عداً، حكي السرايا والقناع…

وفي الرواية، صدرت له روايتا: الأبتر وأعدائي.

كما اشتغل ممدوح عدوان على الترجمة عن اللغة الإنكليزية، حيث نقل إلى العربية نحو 30 عملاً فكرياً وأدبياً، من بينها:

“دميان” لهرمان هسه، “تقرير إلى غريكو” و”مذكرات” لكازانتزاكي، “عودة البحار” لجورج أمادو، “الإلياذة” لهوميروس، و”الشعر في نهايات القرن” لأوكتافيو باث.

وفي الكتابة النثرية والفكرية، أصدر عدداً من الكتب من أبرزها: حيونة الإنسان، دفاعاً عن الجنون، تهويد المعرفة، هواجس الشعر…

كما ترك بصمته في الدراما التلفزيونية، من خلال كتابة ما يقارب 80 مسلسلاً، من أشهرها: ليل الخائفين، الزير سالم، المتنبي، شبكة العنكبوت…

رحل ممدوح عدوان عن العالم في 19 دجنبر 2004 بعد صراع طويل مع مرض السرطان، واجهه بالكتابة والعمل المتواصل حتى اللحظات الأخيرة، في سباق مع الزمن يشبه ما عاشه صديقه الراحل سعد الله ونوس. وبرحيله، فقدت الثقافة العربية واحداً من أكثر مبدعيها تنوعاً وقلقاً وأسئلة.

اترك تعليقا