في ظل التحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والتي باتت فيها المعايير البيئية شرطاً أساسياً للولوج إلى الأسواق الدولية، تواصل الكونفدرالية المغربية للمصدرين (ASMEX) تعبئة مواردها وشركائها من أجل مواكبة المقاولات المغربية، لاسيما الصغرى والمتوسطة، في مسار التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
وفي هذا الإطار، نظمت الكونفدرالية، يوم 13 يونيو 2025، محطة جديدة من “قافلة إزالة الكربون” بمدينة مراكش، شكلت مناسبة لاستعراض أدوات عملية من شأنها تعزيز قدرة المقاولات على مواكبة المتطلبات البيئية الجديدة، خاصة في السوق الأوروبية، التي فرضت ضريبة الكربون عند الحدود واعتمدت معايير صارمة تتعلق بالاستدامة (ESG).
دعم عملي وتحالف مؤسساتي واسع
وقد شهد هذا الحدث، الذي حضرته فعاليات اقتصادية ومؤسساتية جهوية ووطنية، تقديم حزمة من الحلول المبتكرة تشمل:
آليات قياس البصمة الكربونية،
أدوات تمويل مشاريع التحول الأخضر،
مساطر الحصول على الشهادات البيئية المعترف بها دولياً.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد حسن السنتيسي الإدريسي، رئيس الكونفدرالية المغربية للمصدرين، أن “الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون لم يعد خياراً، بل ضرورة استراتيجية وفرصة تاريخية لرفع تنافسية منتجاتنا وتعزيز مكانة المغرب في الأسواق العالمية”.
وأضاف السنتيسي: “اليوم، بين أيدي المقاولات إمكانيات فعلية لتحويل قطاعاتها نحو نماذج إنتاج أكثر نظافة واستدامة، بما يعزز تنافسيتها ويضمن ديمومتها”.
جهة مراكش–آسفي: نموذج واعد
اختيار مراكش محطةً للقافلة لم يكن صدفة، بل جاء بالنظر إلى تنوع النسيج الاقتصادي بالجهة، التي تضم قطاعات استراتيجية تشمل السياحة، الصناعات الغذائية، الحرف التقليدية، الطاقات المتجددة، والاقتصاد الرقمي. وهو ما يجعل منها نموذجاً فعلياً لبناء تنافسية خضراء ذات قيمة مضافة عالية.
وشكل اللقاء مناسبة لتعبئة شركاء بارزين، من بينهم: ENGIE، تمويلكم (Tamwilcom)، Solar Power، البنك الشعبي، المركز الجهوي للاستثمار، غرفة التجارة والصناعة والخدمات، إلى جانب شركاء تقنيين ومؤسساتيين دوليين، اجتمعوا حول هدف مشترك: إرساء منظومة دعم قوية وفعالة للتحول البيئي للمقاولات.
نحو دينامية وطنية متجددة
الورشات التفاعلية التي نُظمت خلال هذا الحدث مكنت المقاولات، خاصة الصغيرة والمتوسطة، من الاطلاع العملي على آليات التحول الطاقي، وتبادل التجارب حول أفضل الممارسات في مجال إزالة الكربون، والحصول على مواكبة مهنية خاصة.
وتندرج هذه المبادرة في إطار رؤية تنموية متبصرة، تتناغم مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تجعل من الاستدامة إحدى ركائز النموذج التنموي الجديد للمملكة.
التزام راسخ نحو المستقبل
في ظل تشديد القيود البيئية على الصعيد الدولي، تؤكد الكونفدرالية المغربية للمصدرين التزامها المتجدد بمواصلة هذه الدينامية على امتداد ربوع المملكة، بهدف تمكين النسيج الإنتاجي الوطني من رفع التحديات البيئية، وتعزيز موقع المغرب كفاعل رئيسي في الاقتصاد الأخضر العالمي.
وفي الوقت الذي تتحول فيه الأسواق إلى تفضيل المنتجات المستدامة، تكرّس ASMEX دورها كرافعة استراتيجية في خدمة التنافسية الخضراء، حاملةً رؤية واضحة: مغرب مصدر…أخضر وتنافسي.