حين سُئِلَت البحيرة عن سبب كثرة بكائها غرق نرسيس فيها، لم يكن جوابها إلا على هذا الشكل : “سكتت البحيرة لحظة دون أن تقول شيئا. ثم أردفت : أَبْكِي من أجل نرسيس، ولكن لم ألاحظ قط أن نرسيس كان جميلا، أبكي من أجل نرسيس، لأني كنت في كل مرة ينحني فيها على ضفافي، أرى انعكاس جمالي الخاص في عمق عينيه .” (من رواية الخيميائي لباولو كويلهو) الكثير من الناس لا يبكونك ولا يتألمون لفراقك، بل يبكون لأنك كنت مثل العبد الذي قدم لهم خدمات دون مقابل..!
بالأمس تقرّر تأجيل لقاء تواصلي لساكنة دوار تافراوت التابع لجماعة لمسيد إقليم طانطان، كان مبرمجا حسب منظميه يوم الأحد 11 غشت الجاري، وهو لقاء دأبت الساكنة على احيائه كل فصل صيف لمد جسور المودة بين الأهل والأقارب، وتزامنا كذلك مع العطلة و نضج فاكهة الصبار التي كانت تُعرف بها المنطقة، قبل أن تقضي عليها بالكامل الحشرة القرمزية.
الساكنة تتفاجئ مساء يوم الجمعة بخبر التأجيل حتى إشعار آخر، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا التأجيل باعتبار أن هذا الموعد اتخذ بعد اتفاق كل افراد ساكنة الدوار على إقامة وجبة غداء فقط، وهو ما يُعرف محليا ب “الزيارة” الهدف منه بالأساس صلة الأرحام والتواصل الإجتماعي.
مصادر أكدت دخول السلطات المحلية بإقليم طانطان على الخط، من أجل إلغاء اللقاء المزمع عقده يوم غد الأحد وذلك بسبب تزامنه مع زيارة الجالية المقيمة بالخارج لجماعة عوينة ايغمان، بمناسبة الذكرى الثانية لحراك قبائل أيتوسى، صباح هذا اليوم السبت 10 غشت 2024.
وشهدت منطقة تافراوت في الصباح الباكر لهذا اليوم السبت إنزال مكثف لعناصر القوات العمومية بمختلف تلاوينها بالرغم من أن الساكنة استجابت لطلب التأجيل..!
هذه السلطات التي غيبت تمثيلية قبائل أيتوسى بإقليم طانطان عن حفل الولاء والبيعة الذي صادف الذكرى الخامسة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين.
وفي هذا الصدد يتساءل أفراد قبائل أيتوسى بالإقليم من المسؤول عن هذا الغياب لمدة تزيد عن الأربع سنوات، معربين عن استغرابهم الشديد تدخل السلطة اليوم لتأجيل وجبة غداء بالعالم القروي.
