Banner Post

لماذا يعتقد بعض الكتاب والكتبة أنهم أحق بالحظوة من أسامة مسلم؟

محمد عزوز

هذه لحظة تاريخية مهمة لطرح الأسئلة الحقيقية، والأسئلة الحقيقية لا يطرحها إلا الصادقون في سعيهم الثقافي، إلى المساهمة في خلق مجتمع قارئ واع، والمجتمع القارئ الواعي لا يتحقق بين عشية وضحاها، بل هو عمل دؤوب لا يتوقف، لا توجد نقطة أو قمة نبلغها فنتوقف.

التشجيع على القراءة مشروع علينا أن نبتكر له الآليات والوسائل في كل مرة، ولا نتوقف عن تجديدها، حتى لو كان بالتحايل أحيانا كما يفعل المدرس مع تلامذته أحيانا.

بالمناسبة، أما زال توجيه التلاميذ إلى المنفلوطي ومنيف ومحفوظ وحنا مينا… لربطهم بالكتاب مجديا؟ أوليس علينا أن نغير البدايات؟

التلاميذ القلة الذين يقرأون الآن، يقرأون حنان لاشين وأرض زيكولا وفي قلبي أنثى عبرية وكتب التنمية الذاتية، ويقرأون لكتاب لم تسمع بهم يا صديقي.

ما المشكل؟ يا لسعادتي، إنهم يقرأون على الأقل، وعلي أن أجتهد في البحث عن كتب أخرى أقترحها عليهم دون أن أفقده ارتباطه بالكتاب، علي أن أناقش معهم اختياراتهم وأستفيد من ذلك لاستثماره في سعيي التربوي.

يبدو أنني انحرفت عن الموضوع، لا، لم أنحرف، فأغلب من حج للمعرض للالتقاء بأسامة مسلم هم من الناشئة، كما أن أغلب كتابنا وشعرائنا من المدرسين.

صديقي المثقف حقيقة ومجازا، إذا كان أسامة مسلم يكتب سردا مقبولا بلغة سليمة، وقادرا على أن يحيي القراءة في نفوس الشباب فعليك أن تسعد وتشجع الناشئة على قراءته فهذه “دجاجة بكمونها” وبعدئذ يمكنك أن ترتقي بهم أكثر إلى “العمق” الذي تراه أو تتوهمه نموذجا.

وعلى ذكر النموذج، عليك أن تتخلص من وهم أن ما تكتبه هو النموذج الأرقى.. أن تتخلص من المبالغة في استحضار عشتار وطلاسم بابل وأنصاف الآلهة الإغريق وحداثة دودة القز في شعر الليل، وشعرية الفساء… وإذا كنت تكتب لجمهور خاص جدا وعميق جدا فلا تلومن الآخرين ولا تعاتبنهم، ولا ينبغي أن تنزعج من اختياراتهم، فالإبداع حرية وليست قمقما.

وإذا كنت تسعى إلى التشجيع على القراءة فعليك أن تهتم بالموضوع قدر اهتمامك بالقبعة المكسيكية، وعليك وعلينا جميعا أن ننزل إلى الميدان، إلى ميدان الحياة المعاصرة.

لقد قضينا وقتا طويلا نتذرع بالعزوف عن القراءة، ونختبئ خلفها حتى نخرنا اليأس، لكن يبدو أن الحلم ما زال ممكنا، وأن أسامة مسلم شعلة أمل تعلن أن الممكن والمستحيل وجهان لعملة واحدة.

قد نختلف في تقدرينا للأمور أعلاه، لكننا لن نختلف حول الآتي:

هناك قارئ محتمل.

هناك كاتب قادر على الوصول إلى هذا القارئ بغض النظر عن جودة ما يكتب ونجاعته.

هناك كاتب غير قادر على الوصول إلى هذا الحجم من القراء، سواء كان ما يكتبه على درجة عالية من جودة الإبداع أو دون ذلك.

اترك تعليقا