حتى أكون صادقا مع نفسي غمرتني مشاعر الفرح والسرور وانا أعاين جيلا في بداية الشباب يهتم بالكتاب والكاتب بغض النظر عن الموضوع حتى وإن كانت مواضيع الاعمال تافهة، اعتقد انها ستفرز مع مرور الوقت نخبة من القراء تهتم بالقضايا الكبرى للوطن، لأن التربية على القراءة أكيد مع مرور الوقت ستحفز على طرح الاسئلة والبحث عن الاجوبة التي لن تتم إلا بالمزيد من القراءة ومن مشارب أخرى.
قلت على عكس الصور السلبية التي يتم الترويج لها أننا شعب لا يقرأ وان هناك عزوف عن القراءة والاهتمام بالكتاب، اليوم هذا المشهد بالنسبة لي سريالي، يستحق كل التنويه ويحفز الجميع على طرح السؤال خصوصا الروائيين والنقاد والمهتمين بالشأن الثقافي عموما : لماذا هذا الحشد الذي قدم من أماكن مختلفة لشراء الكتاب والرغبة في لقاء الكاتب والحصول على توقيعه ؟ هل نحن الذين نعتبر أنفسنا الفئة المثقفة نعيش خارج الزمن وخارج المكان، هل نعرف فعلا اهتمامات شباب اليوم، كيف نستطيع الإجابة على أسئلتهم واهتماماتهم، المسألة تحتاج إلى دراسة وتحليل عميقين.
وانا أتحدث عن نفسي كقارئ إلتهمت العديد من العناوين من مختلف القارات وعبر الزمن، لم أسمع من قبل لا بالكاتب ولا بعناوينه، لأتفاجأ بالمشهد وكأنني أعيش خارج الزمن. لا يمكنني شخصيا الحكم على كتاباته إلا بعد قراءة عناوينه.
بقدر ما نال المشهد إعجابي بقدر ما كانت مشاهد بعض التوقيعات تثير الشفقة، حتى أكون دقيقا وقفت على حالة كاتب شاب ينظم حفل توقيع روايته ويقدمها من وراء الميكروفون أمام قارئين فقط بقاعة تتسع للعشرات. مؤسف جدااااا