Banner Post

العلاقات المغربية – الإسبانية : بزوغ آليات لتصحيح المسار وإدراك لوحدة التاريخ والجغرافيا

رأي: أحمد كوريت


أحمد كوريتو


 

إبتدأها الجنرال الفرنسي ديغول عندما قال بأن لا صديق دائم لفرنسا، بل مصالح تحكم علاقاتها.

وكونه مبدأ تقوم عليه العلاقات الدولية فإن إقتصاديات هذه الأخيرة لايمكنها البتة أن تقاس إلا بما تجنيه من أرباح على مجتمعاتها وتحسين ظروف عيش ساكنتها.

لا طالما تغنت الجزائر الشقيقة بأنابيب غاز ومشتقات بترول كانت تظن أنهم سبيل لكبح جماح الجارة التي تشكل بحق قوة إقليمية تتجسد يوما بعد يوم بطاقات بشرية وفكر دبلوماسي على رأس هرمه عاهل البلاد مبدع السياسات الحكيمة التي تصنع يوميا انتصارات هائلة على المستوى الدولي وتجعل الجارة الشقيقة ومن خلفها صنيعتها في تخبط وفشل تامين.

على مدى قرون كانت العلاقات الإسبانية في تأرجح بين السلم والمحاباة والود وتارات أخرى تغيم عليها بعض الصراعات والمواقف المتشنجة لكن سرعان ماتعود إلى طبيعتها لأن الحق يعلو ولا يعلا عليه.ولأن المغرب حر سيد في مواقفه ولكون المسألة تقاس بالقوة والمكانة ومدى الاستفادة من موارد الجار وبإمكانياته فإن ترتيب الأوراق بالنسبة للجارة الشمالية كان مسألة وقت لا غير.

إسبانيا لايمكن أن تكون في سياساتها بمنأى عن استراتيجيات الاتحاد الأوروبي وتوجهاته العامة، هذا الأخير الذي منح وضعا متقدما للمغرب معتبرا إياه شريكا اقتصاديا وسياسيا ومساهما في أمن واستقرار الاتحاد.هذا ما تجلى اليوم وبصورة لاتدع مجالا للشك بأن حماية الحدود البحرية بين البلدين ، وتواجد رقم هائل من الشركات الإسبانية على الأراضي المغربية( اكثر من 3200 شركة)، ورقم معاملات اقتصادية جد هام يضهر جليا من خلال الميزان التجاري وحجم المبادلات التجارية من واردات وصادرات، بالإضافة إلى اتفاقيات التعاون الأمني والقضائي دون أن ننسى مستويات التعاون الاجتماعي واتفاقيات التوئمات بين المدن والأقاليم الإسبانية المغربية.

هي إذن مؤشرات تفرض بقوة الأرقام على أسبانيا ومن خلالها جميع الاوروبيين أن يعووا جيدا بأن المغرب هو من يقوم على مصالحهم لا العكس. وأن أسلوب لي الذراع والمقايضة اللا خلاقة لايجدي نفعا مع دولة بقامة المملكة الشريفة ولأننا أصحاب حق جاءت التصريحات الأخيرة التي صيغت في البيان الاسباني لترد بقوة على من ظنوا بأن مايمدون به لوبيات المرتزقة ومصاصي دماء الشعوب يمكن أن يسيطرو به على المواقف الرسمية للدول، فجاءت الصفعة للجزائر في وقتها المناسب ليكونو اكثر حرصا في تعاملهم مع دولة عظمى كالمغرب، هنا وجب التأكيد بأنه لم يكن المغرب في حاجة لهكذا بيانات ليؤكد شرعية مطالبه لأنه سيد على كافة أراضيه، ولكن الرسالة أثلجت صدور من لم يكن على دراية بالحقائق او من راودتهم الشكوك في موقفنا وحقوقنا التاريخية كمغاربة.

وفي الاخير لايسعنا إلا التأكيد بأن صاحب الحق منتصر لا محالة،وبأن قادم الأيام ستكون فيه الغلبة لمن كانت حجته دامغة.فهنيئا لنا بهكذا انتصارات وهنيئا لإسبانيا عودة المياه لمجاريها وكسبها لثقة المغاربة من جديد.

أحمد كوريت

اترك تعليقا