احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية، نظّمت الثانوية التأهيلية ابن بطوطة، التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بطانطان، صبيحة أدبية فنية، الست 27 دجنبر 2025، بقاعة الأنشطة بالمؤسسة، تحت شعار: “اللغة العربية ميراث البيان وصوت الإنسان”، وذلك بحضور السيدة لالة المزليقي، عضوة مجلس جهة كلميم وادنون، إلى جانب أطر تربوية وتلاميذ المؤسسة، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والتربوي.

ويأتي تنظيم هذه الصبيحة الثقافية في إطار انفتاح المؤسسة على محيطها الثقافي والتربوي، وسعيها إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية باعتبارها ركيزة للهوية الوطنية ووعاءً للفكر والإبداع، ووسيلة للتعبير الحضاري والإنساني.
وافتُتحت فقرات الصبيحة بلوحة ترحيبية قدّمها تلاميذ المؤسسة، تلتها تلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت التلميذة أميمة بوسكري، ثم أداء النشيد الوطني، في لحظة رمزية جسدت تلاقي اللغة بالوطن، والهوية بالانتماء.

بعد ذلك، ألقى مدير المؤسسة السيد محمد سالم بوكريشة كلمة بالمناسبة، أكد فيها على أهمية العناية باللغة العربية داخل الفضاء المدرسي، مشددا على الدور المحوري الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية في صون اللغة العربية وتعزيز حضورها في الممارسة اليومية للتعلم، باعتبارها لغة معرفة وقيم وإبداع داخل المنظومة التربوية.
وتنوّعت فقرات البرنامج بين عروض مسرحية هادفة، من بينها مسرحية مستوحاة من شخصية الأصمعي، جسّدت قيمة الفصاحة وسلامة اللسان، إلى جانب مسرحية كوميدية تربوية عالجت بعض الأخطاء اللغوية الشائعة بأسلوب ذكي جمع بين الإمتاع والتقويم.
كما عرفت الصبيحة تقديم إبداعات تلميذية متميزة في مجالات الشعر، والإلقاء، والخطابة، والسرد القصصي، حيث أبان التلاميذ عن مستوى لغوي راقٍ وقدرة لافتة على التعبير شفهيا وكتابيا، ما يعكس نجاح التأطير التربوي، ويؤكد أن اللغة العربية ما تزال حيّة في وجدان المتعلمين، وقادرة على مواكبة التحولات والانفتاح على المستقبل.
واختُتمت هذه التظاهرة الثقافية بفقرات تفاعلية، شملت مسابقات لغوية وألغازا فكرية، هدفت إلى تنشيط التفكير وتحفيز التلاميذ على توظيف اللغة العربية باعتبارها أداة للفهم والتحليل والإبداع.

ويُسجَّل في هذا السياق تنويه خاص بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها الأستاذة فاطمة بلامين، أستاذة اللغة العربية والمشرفة على النشاط، لما أبانت عنه من تفانٍ في الإعداد والتأطير، إلى جانب انخراط التلاميذ الإيجابي وإبداعهم اللافت، بدعم من الأطر التربوية وإدارة المؤسسة، وبشراكة مع جمعية آباء وأولياء التلاميذ.
يأتي هذا النشاط في إطار الجهود الرامية إلى جعل المؤسسة فضاء منتجا للثقافة، وحاضنة للمواهب، ومجالا لترسيخ القيم اللغوية والفنية، بما ينسجم مع أهداف الإصلاح التربوي ويعزز مكانة اللغة العربية داخل المنظومة التعليمية.





