تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيل أحد أبرز رواد المشهد الثقافي والأكاديمي المغربي، الدكتور حسن المنيعي، الذي غيّبه الموت يوم الجمعة 13 نونبر 2020، تاركا وراءه إرثا معرفيا غنيا في مجالات النقد المسرحي والأدبي والترجمة.
وُلد الراحل في مدينة مكناس يوم 17 غشت 1941، وبدأ مسيرته التعليمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1961، ثم شهادة الدروس المعمقة في الأدب المقارن سنة 1963.
واصل دراساته العليا في جامعة السوربون بفرنسا، فنال دكتوراه السلك الثالث سنة 1970 بإشراف الأستاذ شارل بلا، ثم دكتوراه الدولة سنة 1983 من الجامعة نفسها.
اشتغل أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس (ظهر المهراز)، كما انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1968، حيث ساهم بفعالية في الحقل الثقافي الوطني.
بدأ الدكتور المنيعي مساره مع الكتابة سنة 1963 في جريدة العلم، ليتوسع بعدها في النشر عبر منابر مغربية وعربية وازنة، مثل: الاتحاد الاشتراكي، آفاق، أقلام، الأقلام (العراق)، الآداب (لبنان)، والوحدة.
تميّز بأسلوب نقدي رصين جمع بين التحليل الأكاديمي والرؤية الجمالية، وأثرى المكتبة العربية بعدد من المؤلفات المرجعية، من بينها: أبحاث في المسرح المغربي 1974، التراجيديا كنموذج 1975، المسرح المغربي: من التأسيس إلى صناعة الفرجة 1994، المسرح والسيميولوجيا 1995، دراسات في النقد الحديث 1995، الجسد في المسرح 1996، قراءة في الرواية 1997.

إلى ذلك، ونظيرا لإسهاماته الكبيرة في تطوير الفكر المسرحي العربي، كرّمه مهرجان القاهرة الدولي للمسرح سنة 2017، في اعتراف مستحق بعطاء باحث مغربي كرّس حياته لخدمة المسرح، تنظيرا وتحليلا وتربية للأجيال.
يبقى اسم الدكتور حسن المنيعي منارة في ذاكرة المسرح المغربي والعربي، وعلامة بارزة في تاريخ النقد الأدبي الحديث، وفي ذكراه الخامسة، نستحضر مسيرته الغنية كدرس في الوفاء للعلم، والإبداع، والوطن.
