تحل اليوم، الثامن من نونبر، ذكرى رحيل عالم النفس والمحلل المصري البارز مصطفى صفوان، أحد أعمدة الفكر التحليلي العربي المعاصر، الذي ترك بصمة مميزة في ساحة علم النفس الحديث من خلال مؤلفاته ونقاشاته الفكرية الجريئة.
ولد صفوان في 17 ماي 1921 بمدينة الإسكندرية، وتخرّج في جامعة فاروق الأول ـ جامعة الإسكندرية حاليا ـ ضمن أول دفعة سنة 1934. وفي أواخر الأربعينيات، شدّ الرحال إلى باريس لاستكمال دراساته العليا، حيث تتلمذ على يد المفكر والمحلل النفسي الفرنسي الشهير جاك لاكان.
بعد عودته إلى مصر، واجه صفوان حادثة بسيطة مع حرس الجامعة، لكنها كانت كافية ليقرر الهجرة النهائية إلى فرنسا، حيث واصل مسيرته العلمية والفكرية هناك، مقدّمًا إسهامات رائدة في مجال التحليل النفسي.
تميّز صفوان بمدرسته العالمية في علم النفس الجسماني، وألّف العديد من الكتب التي رسخت حضوره في الأوساط الأكاديمية الدولية. كما أثار الجدل بدعوته إلى استخدام العامية المصرية في الكتابة والترجمة، بل أقدم على ترجمة أعمال شكسبير بالعامية، ما فتح نقاشا واسعا حول علاقة اللغة بالهوية والثقافة.

من أبرز مؤلفاته: الكلام أو الموت.. اللغة بما هي نظام اجتماعي 2003، أربعة دروس في التحليل النفسي 2004، لماذا العرب ليسوا أحرارًا 2007، حضارة ما بعد الأوديبية نحو عالم عربي مختلف 2017.
رحل مصطفى صفوان في 8 نونبر 2020 عن عمر ناهز 99 عاما، بعد مسيرة فكرية وإنسانية غنية امتدت لما يقارب قرنا من الزمن، ظل خلالها صوتا ناقدا ومجدّدا في الفكر العربي الحديث.

