أكدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في بلاغ صادر اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، أنها تتابع باهتمام بالغ تفاعل الإعلاميين ووسائل الإعلام الوطنية مع الوقفات الاحتجاجية التي تشهدها مختلف مناطق البلاد، وما يصاحبها من نقاش عمومي حول السلوك المهني وشروط السلامة أثناء التغطية الميدانية.
وأوضحت النقابة أنها حرصت منذ البداية على توجيه الصحافيين والصحافيات إلى ضرورة الالتزام بأولويات العمل المهني والمسؤول خلال مواكبة الاحتجاجات الشبابية وغيرها من الأحداث، مبرزة أن جوهر العمل الصحفي يكمن في تمكين المواطنات والمواطنين من أخبار دقيقة وموثوقة، والمساهمة في تنوير الرأي العام.
وأعربت النقابة عن تقديرها الكبير لجهود الصحافيين والصحافيات الذين نزلوا إلى الميدان أو رابطوا في غرف الأخبار وقاعات التحرير لأداء واجبهم المهني، مشيدة بتفانيهم في نقل الوقائع بكل مهنية رغم ما تعرض له بعضهم من تعنيف أو إصابات أثناء أداء مهامهم.
كما اعتبرت النقابة أن انخراط الإعلام العمومي في النقاش الدائر يشكل خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، داعية إلى مزيد من الانفتاح والجرأة في تناول مختلف التعبيرات والآراء، ولا سيما الشبابية منها، بما يسهم في تعزيز الممارسة الديمقراطية وترسيخ قيم الحوار والانفتاح.
وفي السياق ذاته، شددت النقابة على أن الكفاءات الإعلامية والتقنية، سواء في القطب العمومي أو في القطاع الخاص، تشتغل وفق معايير مهنية عالية، غير أن ظروف العمل الحالية لا تساعد على إبراز هذه الطاقات بالشكل الأمثل، مما يستدعي توفير بيئة مهنية مشجعة تضمن تنافسية وجودة في سوق الأخبار.
وسجلت النقابة استياءها من بعض التصرفات الصادرة عن فاعلين حكوميين أو سياسيين خلال التغطيات الأخيرة، ووصفتها بأنها “غير مقبولة”، داعية إلى تصحيحها وتفادي تكرارها، ومؤكدة في الوقت نفسه أن أي محاولة لترهيب الإعلاميين تعد سلوكا مدانا لا يليق بالمرحلة التي تعيشها البلاد، مع التذكير بضرورة التشبث بأخلاقيات المهنة في جميع الممارسات والتفاعلات.
كما دعت النقابة السلطات العمومية والمنتخبة إلى تسهيل مهام الصحافيين الذين ينجزون استطلاعات وتحقيقات ميدانية تهم القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، وتمكينهم من المعلومة باعتبارها حقا دستوريا وقانونيا أساسيا لنقل الأخبار الصحيحة إلى الجمهور.
واختتمت النقابة بلاغها بالتأكيد على أهمية التحلي بروح الاختلاف والديمقراطية واحترام أخلاقيات المهنة، مع تجنب كل أشكال التشهير أو الخطاب الهادم للحوار، حفاظا على مكانة الصحافة كفضاء مسؤول للنقاش والتنوير والبناء المشترك.