Top

الوطية..عملية إنقاذ تتحول إلى مواجهة مع مهاجرين غير نظاميين

تحولت مهمة إنسانية لإنقاذ مجموعة من المهاجرين غير النظاميين قبالة سواحل الطانطان، إلى موقف بالغ الخطورة كاد أن ينتهي باختطاف مركب صيد ساحلي يعمل بالجر.

ففي أعقاب تلقي السلطات المختصة نداء استغاثة بوجود قارب يواجه خطر الغرق، تم توجيه الخافرة “آسا” إلى المنطقة للبحث عن القارب، غير أن عمليات التمشيط التي استمرت لساعات لم تسفر عن أي نتيجة. وفي الأثناء، صادف مركب الصيد “نور الهدى” القارب المنكوب وتمكن من إنقاذ المهاجرين وإصعادهم على متنه.

لكن الوضع سرعان ما أخذ منحى مقلقا، بعدما حاول بعض الركاب إجبار الطاقم على تغيير وجهة الإبحار نحو السواحل الإسبانية. وأمام هذه التطورات، اضطر ربان المركب لطلب المساندة من البحرية الملكية والدرك البحري، فيما تابع عدد من مراكب الصيد القريبة ما يجري عبر الاتصال اللاسلكي.

بفضل التنسيق المحكم بين طاقم المركب والسلطات البحرية، تم توجيه “نور الهدى” نحو ميناء الوطية، حيث كانت الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية في حالة استعداد لاستقبال المهاجرين واستكمال الإجراءات القانونية، بما في ذلك تعقب الشبكات المتورطة في تهريب البشر.

الحادثة أثارت نقاشا واسعا داخل الأوساط البحرية، حيث عبر العديد من المهنيين عن رفضهم لزج مراكب الصيد في مثل هذه المهام، لكونها تفتقر إلى التجهيزات والتدريب اللازم للتعامل مع مواقف قد تتطور بسرعة إلى تهديد مباشر لسلامة الطواقم والمراكب. كما أشار عدد من الربابنة إلى أنهم تعرضوا سابقا لمواقف مشابهة، تضمنت استفزازات وتهديدات من طرف مهاجرين في حالة توتر شديد بعد فشل رحلاتهم نحو الضفة الأخرى.

ويرى مهنيون أن الحل يكمن في مرافقة وحدات الإنقاذ البحرية بعناصر أمنية مؤهلة، مع استعداد البحرية الملكية للتدخل الفوري في حال خروج الوضع عن السيطرة، خصوصا عندما يفوق عدد المهاجرين عدد أفراد الطاقم، وهو ما قد يمنحهم القدرة على فرض مسار الرحلة نحو وجهات غير آمنة.

اترك تعليقا