في تطور جديد يعيد إلى الواجهة إشكالية النقل التربوي بجهة كلميم وادنون، أعلن رئيس المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم، السيد غالي لطيف، عن توجه المكتب نحو إلغاء صفقة نقل أطفال المخيمات الصيفية برسم سنة 2025، مرجعًا ذلك إلى “العشوائية في تدبير هذا الملف، وابتزاز يمارسه بعض أعضاء مجلس الجهة بغرض تمرير جمعيات سياسية محسوبة على أحزابهم للاستفادة من خدمات النقل، دون احترام المعايير التربوية المعتمدة”.
وفي تصريح خص به “نقطة بريس”، أوضح لطيف أن المكتب الجهوي لم يفسخ الاتفاقية بشكل رسمي بعد، لكنّه بصدد اتخاذ قرار جماعي في اجتماع مرتقب مساء هذا اليوم بجماعة الوطية، في ظل غياب جلسة لجنة الإشراف، وغياب أي تجاوب ملموس من الشركاء المؤسساتيين رغم اللقاءات والمشاورات المتعددة.
وحول تفاصيل الإكراهات التي يواجهها المكتب الجهوي، أكد المتحدث أن لجنة الإشراف المكلفة بملف النقل سبق أن وضعت شروطًا واضحة للاستفادة، إلا أن بعض الجهات تحاول فرض أسماء جمعيات مرتبطة سياسياً، رغم أنها لا تنشط فعلياً في مجال الطفولة أو الشباب، بل تتخذ من المخيمات مصدر دخل مستفيدة من خدمات مجانية كالنقل والتغذية دون أثر تربوي ملموس.
وأكد لطيف أن اللقاءات الماراثونية التي جمعت المكتب الجهوي بعدد من مسؤولي مجلس الجهة، بينهم نواب للرئيسة ومستشارون، بالإضافة إلى مدير الشؤون العامة، لم تفضِ إلى أي حل عملي، مما جعل خيار سحب الثقة من الاتفاقية وارداً بقوة.
ورداً على من قد يعتبر القرار عقاباً جماعياً للأطفال، نفى لطيف ذلك جملة وتفصيلاً، موضحًا أن القرار يستهدف فقط من يعطلون سير العملية، مشيرًا إلى أن حوالي عشر حافلات تقل 500 طفل ستغادر يوم الاثنين نحو مخيم شفشاون، ما يؤكد استمرار البرنامج رغم العراقيل.
وحول البدائل، أوضح رئيس المكتب أن إمكانيات التعويض شبه منعدمة، مشيراً إلى تجربة إقليم طانطان الذي يتوفر على اتحاد للجمعيات، لكنه يعاني بدوره من ضعف في الموارد المالية، لا تتجاوز 30 مليون سنتيم تغطي فقط نفقات محدودة.
ولم يُخفِ لطيف انتقاده لبنود الاتفاقية الحالية التي وصفها بالضيقة، إذ تقتصر فقط على النقل، بينما يتحمل المكتب باقي التكاليف من موارده الذاتية، مقترحًا ضرورة توسيع الاتفاقية لتشمل أوجه دعم متعددة تُعفي الجمعيات الجادة من الضغط المالي وتحد من التلاعب.
و أوضح غالي لطيف أن الجامعة الوطنية للتخييم ووزارة الشباب لا توفران نقلًا مباشرًا للجهة، بل يقتصر الأمر فقط على نقل تكميلي يهم التنقل عبر القطار انطلاقًا من مدينة مراكش نحو الشمال، وذلك في إطار برمجة مسبقة يتطلب الاستفادة منها الحجز المسبق، وهو ما تعذر هذه السنة بسبب تأخر حل الإشكال محليًا.
وفي ختام تصريحه، وجه غالي لطيف دعوة مفتوحة لجمعيات المجتمع المدني بالجهة إلى التلاحم والتنسيق للدفاع عن حق الأطفال في التخييم، مؤكدًا أن “الوضع قابل للحل متى ما توفرت الإرادة لدى من بيدهم القرار، بعيداً عن أساليب الضغط والابتزاز التي لن نقبل الخضوع لها”، على حد قوله.
