Banner Post

الداخلة على أعتاب ثورة الطاقة النظيفة..مشروع هيدروجين أخضر ضخم بقيمة 25 مليار دولار

الداخلة

في خطوة تعزز ريادة المغرب في مجال الطاقات المتجددة، يقترب مشروع ضخم لتصدير الهيدروجين الأخضر والأمونياك من دخول حيز التنفيذ في مدينة الداخلة، باستثمارات تصل إلى 25 مليار دولار. ويهدف المشروع، المدعوم من تحالف استثماري يضم فاعلين مغاربة ودوليين، إلى جعل المغرب أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الهيدروجين العالمي، مع التركيز على التصدير نحو أوروبا.

تفاصيل المشروع:

وفقا للمعطيات المتوفرة، فإن المرحلة الأولى من المشروع مبرمجة للانطلاق سنة 2031، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن سنويا، وبكلفة تقارب 4.04 مليار دولار. ومن المتوقع أن يتم توسيع المشروع عبر مراحل إضافية، يتم تشغيلها بفواصل زمنية تتراوح بين أربع وخمس سنوات، ما سيمكن من بلوغ الاستثمار الإجمالي سقف 25 مليار دولار.

ورغم عدم صدور إعلان رسمي عن موعد انطلاق الأشغال، إلا أن مصادر إعلامية مغربية تتحدث عن إعلان وشيك، في ظل الاهتمام الكبير الذي يحظى به المشروع على المستويين الصناعي والمالي.

تحالف استثماري مغربي-دولي:

يأتي هذا المشروع كثمرة تعاون بين مستثمرين مغاربة ودوليين، حيث يضم التحالف كلًا من:

TAQA Morocco، الفرع المغربي للمجموعة الإماراتية TAQA

صندوق الاستثمار الدنماركي AP Moller Capital

شركة Dahamco المغربية

Ornx Boujdour

مجموعة OCP الرائدة في قطاع الفوسفات

وسيكون الإنتاج موجها أساسا للتصدير، خاصة نحو المجمع المينائي الأوروبي أمستردام-روتردام-أنتويرب، حيث سيتم استخدام الهيدروجين والأمونياك الأخضر في القطاع الصناعي والنقل البحري.

المغرب وتعزيز دوره في الطاقة النظيفة:

يتماشى هذا المشروع مع الاستراتيجية المغربية لتعزيز إنتاج الطاقات المتجددة، حيث يواصل المغرب تأكيد موقعه الريادي في هذا المجال. فقد شهدت الفترة الأخيرة الإعلان عن عدة مشاريع للهيدروجين الأخضر، كان آخرها Jorf Hydrogen Platform، الذي حصل على منحة بقيمة 30 مليون يورو من صندوق تطوير الطاقة النظيفة PtX Development Fund.

التوجه نحو إزالة الكربون:

إضافة إلى مشاريع الهيدروجين، وقّع المغرب اتفاقية تعاون بين GE Vernova، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE)، وشركة Nareva، تهدف إلى إدخال الهيدروجين الأخضر في التوربينات الغازية بمحطة توليد الكهرباء في العيون، وهو ما من شأنه تسريع التحول الطاقي وتقليل انبعاثات الكربون.

وفقا لوكالة الطاقة الدولية، يطمح المغرب إلى تحقيق تقدم كبير في قطاع الهيدروجين، وفق استراتيجية وطنية تقوم على ثلاث مراحل:

1. بحلول 2030: استخدام الهيدروجين الأخضر في إنتاج الأمونياك والتصدير للدول الباحثة عن حلول إزالة الكربون.

2. بين 2030 و2040: تطوير سوق الوقود الاصطناعي، وتوسيع استخدام الهيدروجين في تخزين الطاقة ووسائل النقل.

3. بحلول 2040-2050: اندماج المغرب في سوق الهيدروجين العالمي وتعزيز استخدامه في الصناعة والاستهلاك المحلي.

يعكس هذا المشروع الطموح مكانة المغرب كفاعل رئيسي في الطاقات المتجددة، ويمثل خطوة استراتيجية نحو اقتصاد خالٍ من الكربون. ومع التقدم في مشاريع مماثلة، يواصل المغرب تعزيز شراكاته الدولية وترسيخ دوره كمزود رئيسي للطاقة النظيفة، ما يفتح آفاقا جديدة للنمو الاقتصادي والانتقال الطاقي المستدام.

اترك تعليقا