Banner Post

التجاذبات السياسية تُسقط اتفاقيات رياضية في دورة مجلس جماعة طانطان

حمادي سركوح

انطلقت رسميا أشغال الدورة العادية للمجلس الجماعي بطانطان اليوم الاثنين 17 فبراير 2025، في تمام الساعة 10:30 صباحا. وتداول الأعضاء في ثماني نقاط مدرجة بجدول الأعمال، إضافة إلى نقطة تاسعة تتعلق باتفاقية شراكة لدعم التمدرس، والتي تم إدراجها بناء على رسالة من السيد عامل الإقليم.

ورغم أهمية الملفات المطروحة، إلا أن الدورة شهدت نقاشا ساخنا، خصوصا حول النقطتين الخامسة والسادسة المتعلقتين بالمصادقة على اتفاقيات شراكة رياضية. وبعد تأجيلين متتاليين بسبب عدم اكتمال النصاب، التأم المجلس أخيرا بحضور شبه كامل للأعضاء، إلى جانب السيد باشا المدينة، ورئيس قسم الجماعات المحلية بعمالة الإقليم، ومندوب الصحة، وفعاليات من المجتمع المدني والصحافة.

الصحة أولًا..ثم الخلافات

استُهلت الجلسة بعرض قدمه السيد مندوب الصحة حول وضعية القطاع في المدينة، تلاه نقاش مستفيض من أعضاء المجلس، الذين سلطوا الضوء على التحديات العميقة التي تواجه القطاع الصحي وساكنة المدينة. وقد قدم المندوب ردوده على هذه التساؤلات، وهو النقاش الذي وثّقته “نقطة بريس” بالصوت والصورة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك.

الاتفاقيات الرياضية..محور النقاش السياسي؟

عند الوصول إلى النقطتين الخامسة والسادسة، اللتين تتعلقان باتفاقيات شراكة رياضية:

النقطة الخامسة: المصادقة على اتفاقية شراكة بين جماعة طانطان وجمعية الصداقة الرياضية طانطان لكرة القدم.

النقطة السادسة: المصادقة على اتفاقية شراكة بين جماعة طانطان وجمعية أشبال التميز الرياضي طانطان لكرة القدم، لتسيير ملعب القرب بالحي العسكري.

اقترح رئيس المجلس تأجيل التداول في النقطتين، وهو ما قوبل برفض شديد من بعض الأعضاء، خصوصا أولئك الذين كانوا غائبين عن الجلستين السابقتين، مما تسبب في تأجيل الدورة مرتين على التوالي لعدم اكتمال النصاب القانوني. وعند انعقاد الجلسة أخيرا، رفض هؤلاء الأعضاء فكرة التأجيل، ما أدى إلى سجال حاد داخل القاعة، انتهى باللجوء إلى التصويت. جاءت النتيجة كالتالي: 12 عضوا أيدوا التأجيل، بينما رفض البقية المصادقة على الاتفاقيتين، ما أدى إلى عدم تمريرهما.

الحسابات السياسية أم الحاجة إلى رؤية أشمل؟

لم يتم رفض الاتفاقيتين بسبب مضمونهما بقدر ما كان هناك اختلاف في وجهات النظر حول التوقيت وآلية مناقشتهما. فغياب بعض الأعضاء عن الجلستين السابقتين، ثم حضورهم في هذه الدورة لإبداء موقف معارض بوضوح تجاه النقطتين، يشير إلى أن هناك اعتبارات سياسية أثرت على القرار.

التأجيل ثم رفض المصادقة لاحقا يطرح عدة تساؤلات:

هل كان التأجيل وسيلة ضغط من بعض الأعضاء لتحقيق مكاسب سياسية معينة؟

هل يرتبط الرفض بحسابات انتخابية، حيث قد ترى بعض الأطراف أن دعم مشاريع رياضية معينة قد يعزز شعبية خصومها؟

هل هناك خلافات حول توزيع الدعم بين الجمعيات الرياضية في المدينة؟

لنقطة الأخيرة كانت محور اعتراض العديد من الأعضاء الذين رفضوا المصادقة على الاتفاقيتين، بحجة أن هناك جمعيات رياضية أخرى تستحق الدعم أيضا، ما يستوجب نقاشا شاملا حول توزيع الدعم بشكل متوازن وعادل.

ما وقع خلال هذه الدورة يعكس جانبا من التجاذبات السياسية التي تؤثر على تدبير الشأن المحلي، حيث تبدو القرارات رهينة بمواقف سياسية متباينة، قد يكون لها تأثير مباشر على مجموعة من الملفات التنموية.

إلى ذلك، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مصير هذه الشراكات الرياضية، وما إذا كان المجلس سيعود لمناقشتها مجددا في دورات لاحقة، أم أن هذه الدورة قد حسمت أمرها بشكل نهائي.

متابعة: نقطة بريس

اترك تعليقا