Banner Post

زلزال أكادير..حكاية إعادة الإعمار من الطنطان

شهدت قاعة العروض والمؤتمرات بملحقة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة الطنطان، مساء الجمعة، تنظيم حفل توقيع كتاب “زلزال أكادير ومخلفاته الاقتصادية والاجتماعية والذهنية” للدكتور الحسان منصوري. هذا الحدث الفكري الراقي جمع نخبة من المثقفين والأكاديميين وأصدقاء الدكتور في جو يعكس عراقة الطنطان كمهد للثقافة والعلم ومنارة للحوار الفكري.

الكتاب، المستند إلى أطروحة دكتوراه، يقدم دراسة علمية رصينة حول تداعيات زلزال أكادير الذي هز المدينة في 29 فبراير 1960. ويرصد الكتاب الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والذهنية لهذا الحدث المفصلي، مما يجعله مرجعا أكاديميا قيما يوثق تأثير هذه الكارثة الطبيعية على مختلف الأصعدة.

قراءة متميزة ونقاش أولي

الحفل تميز بمداخلة للدكتور الحسان منصوري، الذي قدم عرضا موجزا وشاملا عن الكتاب ومحتواه، تلاها قراءة معمقة قدمها الدكتور محمود الزاهي. بأسلوب رفيع يجمع بين التحليل الدقيق والبلاغة، قدم الزاهي للحاضرين رؤية شاملة حول العمل، رغم أن جل الحضور لم يتمكنوا بعد من الاطلاع الكامل على الكتاب الذي توصلوا بنسخهم لحظتها.

إجابات عن تساؤلات محورية

الكتاب يجيب عن عدة تساؤلات هامة، أبرزها:

كيف أثر الزلزال على اقتصاد المدينة؟

يوضح الكتاب كيف تسبب الزلزال في شلل اقتصادي، لكنه أتاح أيضا فرصة لإعادة بناء المدينة بأسلوب جديد يراعي متطلبات التنمية المستقبلية.

ما دور الدولة والمجتمع في مواجهة الكارثة؟

الكتاب يبرز جهود الدولة في إعادة الإعمار، حيث تضمنت سياسات موجهة لإعادة تنظيم المدينة وتوطين السكان. كما يسلط الضوء على المساعدات الوطنية والدولية التي ساهمت في تقليص تداعيات الكارثة.

كيف أثرت الكارثة على الذهنية الاجتماعية؟

يشير الدكتور منصوري إلى أن الزلزال ترك أثرا عميقا في الوعي الجمعي لسكان أكادير، مما دفعهم إلى تجاوز الصدمة وتبني رؤية إيجابية لإعادة البناء وتحقيق نهضة شاملة.

نحو العالمية: مشروع الترجمة

في رسالة خاصة، عبّر الدكتور منصوري عن طموحه لترجمة الكتاب إلى اللغة الفرنسية، مؤكدا أن ذلك يأتي في إطار استهداف جمهور أوسع، خصوصا من الجاليات الفرنسية واليهودية بمدينة أكادير. وأشار إلى أنه يعمل على التنسيق مع باحث متخصص لضمان تقديم ترجمة دقيقة تحافظ على عمق النص ومصداقيته العلمية.

دعوة للقراءة والنقاش الموسع

اختتم الحفل بدعوة من الدكتور منصوري لتنظيم لقاء آخر لمناقشة الكتاب بشكل موسع بعد أن يطلع عليه القراء. هذا الاقتراح جاء استجابة لتطلعات الحاضرين الذين أبدوا اهتماما بالغا بمحتوى الكتاب وعمق التحليل الذي قدمه الكاتب.

هذا الإصدار لا يمثل فقط دراسة علمية متخصصة عن زلزال أكادير، بل هو شهادة تاريخية وإنسانية تقدم درسا في مواجهة الكوارث وتحويل المحن إلى فرص. الطنطان، كعادتها، أثبتت أنها ليست فقط حاضنة للثقافة، بل أيضا جسر للتواصل الفكري والإبداعي.

اترك تعليقا