كشف تقرير “الباروميتر الإفريقي” لعام 2024 عن ارتفاع ملحوظ في نسبة المغاربة الذين يفكرون في الهجرة، حيث أشار إلى أن 45% من المواطنين عبّروا عن نيتهم في مغادرة البلاد، منهم 16% فكروا “كثيرا”، بينما قال 29% إنهم فكروا في الهجرة “إلى حد ما” أو “قليلا”.
التقرير أوضح أن البحث عن فرص عمل كان الدافع الرئيسي للهجرة بنسبة 49%، يليه الهروب من الفقر بنسبة 29%. ويعكس ذلك تحديات اجتماعية واقتصادية مستمرة تؤثر على تطلعات الشباب المغربي، الذين يسعون لتحسين أوضاعهم المعيشية في ظل محدودية الفرص المحلية.
بالمقارنة مع نتائج 2016، زادت نسبة التفكير في الهجرة بـ9 نقاط مئوية. ومع ذلك، تبقى هذه النسبة أقل من دول إفريقية أخرى مثل ليبيريا (78%) وغامبيا (68%)، مما يبرز تحديا مشتركا على مستوى القارة السمراء.
التقرير دعا إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، مشددا على أهمية تعزيز سياسات تنموية توفر فرص عمل للشباب، وتحسين الظروف المعيشية لتقليل الفقر والبطالة، إضافة إلى التعاون مع المجتمع الدولي لتأمين هجرة قانونية وآمنة.
خبراء في الهجرة أكدوا أن فقدان الثقة في المستقبل وفي المؤسسات المحلية يلعب دورا محوريا في تعزيز الرغبة بالهجرة، إلى جانب القصص الملهمة عن نجاح بعض المهاجرين، خاصة من القاصرين، في الخارج.
في ظل هذه المعطيات، يتجدد النقاش حول دور السياسات الحكومية في الحد من هذه الظاهرة، عبر توفير بيئة داعمة للشباب تحقق طموحاتهم وتمنحهم الثقة في المستقبل.