في حفل حضره أكثر من 400 شخصية إعلامية عالمية، تسلمت الصحفية رنا صباغ، كبيرة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مشروع كشف الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود (OCCRP)، جائزة نايت Trailblazer لعام 2024 من المركز الدولي للصحفيين. ويعد هذا التكريم جزءا من احتفاءٍ بالإعلاميين الذين قدموا إسهامات استثنائية في الصحافة العالمية، حيث كانت صباغ أول عربية تفوز بهذه الجائزة منذ استحداثها في 2021.
وفي كلمتها أثناء الحفل الذي أقيم في واشنطن، عبرت صباغ عن تقديرها لهذا التكريم وأهدته لزملائها الصحفيين في الشرق الأوسط الذين يواجهون تحديات هائلة في سبيل توثيق الحقائق والكشف عن الفساد والجريمة المنظمة في مناطقهم. وأكدت أنها تفتخر بأن تكون جزءًا من جيل صحفيي المنطقة الذين يتحملون المخاطر ويتحدون الصعاب من أجل تقديم الحقيقة للعالم.
في كلمة مؤثرة، قالت صباغ: “أهدي هذه الجائزة إلى زملائي الذين يواصلون عملهم تحت ظروف صعبة. في غزة، لبنان، واليمن، يعيش العديد من الصحفيين في ظروف مأساوية، يواجهون القتل والتهديدات، ومع ذلك يصرون على نقل الواقع بكل شجاعة”. وأضافت: “هؤلاء الصحفيون هم جوهر الصحافة الحقيقية، إنهم يضحون بحياتهم في سبيل توثيق المعاناة الإنسانية والجرائم، وتقديمها للعالم، رغم المخاطر التي تهدد حياتهم يومياً”.
كما تطرقت إلى التجاهل الدولي لما يتعرض له الصحفيون في المنطقة، مشيرة إلى صمت الغرب تجاه العديد من القضايا في دول مثل تونس ومصر، حيث يتم تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في مقابل مصالح سياسية. وأكدت صباغ أنها ستواصل عملها في كشف الفساد وكشف الحقائق، مهما كانت التحديات.
وفي ختام كلمتها، خصصت صباغ الجائزة لزملائها الصحفيين الذين عملوا معها في التحقيقات الاستقصائية، بمن فيهم الصحفيون الذين ناضلوا ضد الفساد والظلم في العالم العربي، مشيرة إلى الصحفيين الذين قدموا تضحيات جليلة من أجل توصيل الأخبار وكشف الحقيقة.
إن فوز رنا صباغ بهذه الجائزة هو بمثابة إشادة بدورها البارز في الصحافة الاستقصائية، واحتفاء بشجاعتها في مواجهة التحديات المهنية والشخصية. هذه الجائزة هي تكريم ليس فقط لصباغ، بل لجميع الصحفيين الذين يواصلون النضال في سبيل الحقيقة والعدالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.