أن ملف الصحراء المغربية يعتبر “قضية وجودية وليس مجرد ملف دبلوماسي”، مشددا على أن الوحدة الترابية للمملكة ليست موضع تفاوض ومساومة، بل هي أساس السياسات الداخلية والخارجية للمملكة.
وبفضل هذه الدينامية أضحت الأقاليم الجنوبية تشتمل أيضا على كافة المتطلبات الكفيلة بتنزيل الجهوية الموسعة، التي يريدها جلالة الملك أن تكون نقلة نوعية في مسار الديمقراطية المحلية في أفق جعل هذه الأقاليم نموذجا للجهوية المتقدمة، بما يعزز تدبيرها الديمقراطي لشؤونها المحلية، ويزيد من إشعاعها كقطب اقتصادي وطني وصلة وصل بين المملكة وعمقها الإفريقي.
واليوم وبعد 49 سنة من مسيرة فتح المجيدة، انتقلت قضية الوحدة الترابية من “مرحلة التدبير” إلى “مرحلة التغيير” داخليا وخارجيا، ومن “مقاربة رد الفعل” إلى “أخذ المبادرة” و”التحلي بالحزم والاستباقية”، كما أكد ملك البلاد، في الخطاب السامي الموجه إلى أعضاء البرلمان بمناسبة الدورة الأولى، من السنة التشريعية الرابعة، من الولاية التشريعية الحادية عشر، وهذه المتغيرات الدبلوماسية، عكسها الخطاب الملكي الموجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، لما أكد جلالته أن ملف الصحراء هو “النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم” وذاك “المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.
إن رسائل الاعتراف الواضح والقوي بمغربية الصحراء أو فتح قنصليات بالعيون والداخلة هي إحداثيات الطريق لكل الشراكات الحقيقية والصداقات القوية مع الدولة المغربية، وهي عنوان كبير لربع قرن من العمل الجاد والدؤوب للدبلوماسية المغربية ولصانعها الملك محمد السادس نصره الله وايده.
وأن المغرب حقق في السنوات الأخيرة “نجاحات قيمة ووازنة” في ملف قضية الوحدة الترابية للمملكة، وذلك من منطلقين اثنين هما مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وعودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي، اللذين شكلا تحولين نوعيين في التعامل مع هذا الملف، ومكنا من التصدي لجميع مناورات الخصوم.
ان خطاب المسيرة لسنة 2024 لا يتضمن إعلان نوايا بل هو خارطة طريق جديدة … أولا في ملف الصحراء المغربية بين مقاربة واقعية فحواها الحقيقة و الشرعية التي يمثلها المغرب في صحراءه و بين عالم متجمد و منفصل عن تطورات الواقع…
وشدد الملك محمد السادس في خطاب وجهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء على أهمية هذه المناسبة التاريخية التي تمثل نقطة تحول حاسمة في استرجاع الصحراء المغربية وعودة حقوق شعبه.