بمناسبة تخليد الشعب المغربي الذكرى 49 لإنطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، شهدت مدينة العبور، الطانطان، اليوم الإثنين 4 نونبر 2024، انطلاق برنامج تنموي كبير يشمل مجموعة من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى تأهيل البنية التحتية وتحسين جودة الحياة في المدينة. تم التدشين بحضور والي جهة كلميم وادنون، محمد الناجم أبهاي، وعامل إقليم طانطان عبدالله شاطر، ورئيسة المجلس الجهوي كلميم وادنون مباركة بوعيدة، إضافة إلى عدة شخصيات مدنية وعسكرية وفعاليات المجتمع المدني. يأتي هذا البرنامج ضمن عقد اتفاقية بين الدولة وجهة كلميم وادنون، ويشارك في تنفيذه عدة مؤسسات وطنية من أجل تحقيق تحول ملموس في الحياة اليومية لساكنة الطانطان في غضون سنة واحدة فقط.
وتتجلى أهم المشاريع فيما يلي:
1. التأهيل الحضري للأحياء الناقصة التجهيز، تم الشروع في تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز مثل حي المسيرة والحي الإداري ومركز المدينة. يتضمن هذا المشروع تجديد الطرق، تحسين الخدمات العامة، وتهيئة مساحات خضراء وساحات عمومية، بميزانية تصل إلى 35 مليون درهم. يشرف على تنفيذ المشروع مجلس جهة كلميم وادنون وشركة العمران الجنوب، ويهدف إلى تحسين ظروف العيش في المناطق السكنية.
2. تحسين واجهات الشوارع الرئيسية ضمن جهود تجميل المدينة، يتم حاليا تحسين واجهات الشوارع الرئيسية، مثل شارع الحسن الثاني وشارع الشاطئ. تشرف على هذا المشروع شركة العمران الجنوب، بميزانية تقدر بـ29.85 مليون درهم، ومن المتوقع أن يسهم في تعزيز الجاذبية السياحية للمدينة ويعكس صورة حضرية تليق بالطانطان.
3. تعزيز البنية التحتية الأساسية يشمل البرنامج الاستعجالي تأهيل شبكة المياه الصالحة للشرب وشبكة التطهير السائل في طانطان، بتكلفة مالية إجمالية قدرها 20 مليون درهم. كما يتم بناء محطة طرقية للمسافرين ومنشأة فنية على واد بن خليل، بهدف تحسين الربط الداخلي للمدينة وتسهيل حركة النقل داخلها.
4. التجهيزات الرياضية وتعزيز الشباب من المشاريع المتميزة بناء قاعة رياضية متعددة الاستخدامات وإعادة تأهيل ملعب كرة القدم والمسبح البلدي، بهدف توفير فضاءات ملائمة للشباب وتحفيزهم على ممارسة الأنشطة الرياضية. هذه المشاريع التي تشرف عليها جامعة كرة القدم ومجلس الجهة، تهدف إلى تعزيز الأنشطة الشبابية في المنطقة بميزانية قدرها 20 مليون درهم.
إطار التمويل والشركاء
يتولى تمويل هذه المشاريع الاستراتيجية عدة شركاء، من بينهم وزارة الداخلية، وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير، وجهة كلميم وادنون، بتكلفة إجمالية تقارب 279.29 مليون درهم. ويعد البرنامج الاستعجالي للتأهيل الحضري جزءا من جهود متكاملة بين القطاعات الحكومية المختلفة لتسريع التنمية في مدينة الطانطان.
ردود أفعال الساكنة
أعرب العديد من ساكنة الطانطان عن أملهم في أن تساهم هذه المشاريع في تحسين حياتهم اليومية، حيث يعتبرونها خطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق التنمية المنشودة. يقول أحد المواطنين لنقطة بريس: “نحانو كون تعاون ذي المشاريع شوي ياكانها توفر الشغلة للشباب وتروج الوقت ويزيان حال دي الدشرة ملي”.
وفي سياق متصل، أعرب أحد شباب الطانطان من ذوي الإعاقة عن أمله في أن تسهم المشاريع الجديدة في تحسين حياته اليومية، قائلا: “نحن بحاجة إلى فرص عمل ودعم أكبر. أتمنى أن تكون هذه المشاريع بداية جديدة لنا، تفتح أمامنا آفاقا أفضل وتحسن من ظروفنا. كما أرجو أن لا ينسوا الولوجيات في هذه المشاريع، فالوصول إلى الخدمات حق للجميع.”
يمثل هذا البرنامج التنموي فرصة حقيقية لإقليم الطانطان، إذ يعكس التزام الدولة، من خلال تعاونها مع جهة كلميم وادنون، بالنهوض بالاقاليم الجنوبية وتعزيز البنية التحتية في المناطق المتأخرة. ويُتوقع أن يسهم هذا الجهد المشترك في تحقيق تحول إيجابي ومستدام في الإقليم خلال العام القادم، بما يعزز من جودة الحياة ويدعم التنمية المحلية.