شهدت واحة توك الريح في إقليم طاطا يومي 25 و26 أكتوبر 2024، انعقاد جلسات “أمشاوار” التنموية ضمن إطار “نداء طاطا”، بهدف إيجاد حلول عملية ومستدامة لمواجهة آثار الفيضانات التي ضربت المنطقة مؤخرا. وحققت هذه الجلسات نجاحا ملحوظا، حيث حضر فعاليات اليوم الأول حوالي 260 مشاركة ومشارك، فيما سجل اليوم الثاني حضور 110 مشارك ومشاركة، متوزعين بين ضحايا الكارثة، وممثلي/ات المجتمع المدني، وخبراء محليين ودوليين، فضلا عن شخصيات سياسية وأكاديمية مرموقة.
جلسات لبحث حلول تنموية ومواجهة الكوارث
افتتحت الجلسات بكلمة منسق لجنة “نداء طاطا”، الذي أوضح الأهداف المرجوة من “أمشاوار”، وأكد أهمية الاستماع إلى المتضررين من الفيضانات ومختلف الفاعلين المعنيين محليا ودوليا. تناولت النقاشات محاور مهمة، شملت توثيق وتقييم الأضرار، ودور الإعلام في إيصال معاناة المتضررين، ووضع حلول مستدامة للكوارث. وشارك في النقاش مجموعة من الخبراء في التنمية المستدامة والعمارة الإيكولوجية، وجرى التباحث في كيفية بناء سياسات عمومية قادرة على الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية.
مداخلات وورش عمل متخصصة
برز خلال هذه الفعاليات حضور شخصيات بارزة، مثل النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، ورئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي، والخبير الدولي في الوساطة المجالية باتريك سيمون، والصحافي حميد المهداوي، والخبير في الاقتصاد الاجتماعي أحمد آيت حدوث، والمهندس رشيد بوقرطاشة، المتخصص في العمارة الإيكولوجية، والمسؤول الجهوي عن حزب الاتحاد الاشتراكي سيدي علي ماء العينين. وقد أثرى المشاركون النقاشات بشهادات ومقترحات عملية، تعكس واقع المتضررين واحتياجاتهم الفعلية.
وفي اليوم الثاني، نُظمت ورش عمل تحت إشراف جمعية “نساء شابات من أجل الديمقراطية”، وبالتنسيق من هدى السحلي وأحمد حام. ركزت الورشات على تقييم الأضرار وآليات الإغاثة والتعويض، مع طرح استراتيجيات لإعادة الإعمار والتنمية المستدامة، بهدف تحديد أولويات التدخل العاجل ووضع خطط طويلة الأمد للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
توصيات نهائية وآفاق مستقبلية
اختتمت الفعالية بتكريم إبراهيم سمي، أحد أبرز المتطوعين في جهود الإنقاذ، ممثلا عن كل من ساهم في البحث عن ضحايا حافلة جرفتها السيول بالقرب من المحطة الطرقية للمدينة. كما تضمن الحفل الختامي إصدار توصيات تهدف إلى إعادة الحياة للإقليم، من خلال تحديد أولويات التدخل، ووضع آليات تنسيق فعالة بين مختلف الجهات، ورسم خارطة طريق للتنمية تشمل القطاعات الحيوية بالإقليم.
أكدت جلسات “أمشاوار” أهمية التعاون المشترك بين المجتمع المدني والجهات المعنية، حيث تم الاتفاق على متابعة تنفيذ هذه التوصيات عبر اجتماعات دورية، لضمان خلق دينامية إقليمية تساهم في تحقيق استجابة مستدامة وملائمة لاحتياجات السكان المتضررين.
إلى ذلك، أعربت لجنة “نداء طاطا” عن شكرها للجهات الداعمة، بما في ذلك هيئة المحامين بالرباط، والاتحاد المغربي للشغل، والفريق الاشتراكي بمجلس النواب، ومعهد بروموثيوس، والمنتدى المغربي للصحافيين الشباب، الذين ساهموا في إنجاح جلسات “أمشاوار” من خلال دعمهم المادي والمعنوي.
نقطة بريس