بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه المنعمين، احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر جماعة الوطية مساء يومه السبت 27 يوليوز 2024 ندوة علمية تحت عنوان : ” السياحة الثقافية وسؤال التنمية..طانطان الشاطئ فضاء مشترك للسياحة والثقافة” من تأطير ثلة من الأساتذة والباحثين، ضمن أشغال اليوم الثاني من فعاليات مهرجان الوطية الصيفي.
وذلك بحضور عامل صاحب الجلالة على إقليم طانطان بالنيابة، ورئيس جماعة الوطية، ورئيس المجلس الإقليمي طانطان، و عدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني.
استهلت أشغال هذا اللقاء بكلمة لمنسق ومسير الندوة الكاتب والشاعر عمر الراجي الذي اشاد بأهمية مثل هذه اللقاءات العلمية ودورها الكبير في مد الجسور بين ماهو ثقافي وتنموي، في إشارة منه للسياحة الثقافية ودورها في انعاش الإقتصاد المحلي كأرضية للنقاش حول موضوع مداخلات الأساتذة.
افتتح المداخلات الأستاذ لحبيب عيديد عضو اتحاد كتاب المغرب، بعرض غني بعنوان: “الإستدامة الثقافية وعلاقتها بالتنمية” حيث أكد أن لاحديث عن تنمية حقيقية دون التطرق للممارسات والتعبيرات الثقافية، وذلك عبر ثلاثة مداخل أساسية للحفاظ عليها، التعليم عبر المناهج الدراسية وتنزيلها في الفصول الدراسية، بإدماج الحسانية في المقررات الدراسية من أجل ضمان استدامتها، لصون هذا التراث الثقافي، وكذا تأهيل الموارد البشرية، والمزاوجة بين الإستدامة والمردودية الإقتصادية.
من جانبه قارب البروفيسور الجامعي عبيد اهديان في مداخلته : الجاذبية الترابية وكل ماله علاقة بالمجال الترابي واسهامه في التنمية، بمعنى ان خلق الثروة ينطلق من الانسان واليه.
وفي مداخلة الدكتور احمد لحريشي المعنونة ب : “التنمية الثقافية والسؤال المؤسساتي” فقد أشار إلى أن كل ماهو ثقافي يعاني التهميش، مستدلا بالملحق الثقافي في الجرائد يأتي أخيرا وكذلك في نشرة الأخبار، معتبرا أن الثقافة لاتقتصر فقط على الأدب والشعر وما إلى ذلك فهي إحدى أبعاد الشخصية الإنسانية، أو ذلك التوسط الرمزي بيننا والطبيعة، أي رؤيتنا لأنفسنا، ومهرجان الوطية خير نمودج على تسييح الثقافة لأنه استطاع ان ينفتح على العالم، فالسياحة الثقافية تشكل 40 فالمئة من الدخل العالمي.
وطرح الدكتور لحريشي سؤال: كيف يمكن أن نبحث عن جسور حقيقية تربط هذا المهرجان بباقي ربوع المملكة؟ مشيرا على أن الندوة ستصدر بيان مع مجموعة من التوصيات لجعل الوطية مركزا ثقافيا، في أفق التوأمة مابين طنجة عروس الشمال والوطية.
وأضاف لحريشي كي تنعكس الثقافة على المستوى المعيشي للمواطن علينا الإشتغال على المواقع التراثية والصناعات الثقافية الإبداعية وترويج منتجاتها بالتجارة الصحراوية، وكذا الهوية المحلية، ودعم ثقافة الإبتكار والإبداع لتنعكس على كل ماهو اقتصادي.
أما المداخلة الرابعة والأخيرة فكانت من نصيب الشاعر والباحث محمد الأمين ماء العينين (والينا) تحت عنوان “المقاولة الثقافية” والتي تناول فيها المقاولة الثقافية باعتبارها محدد من المحددات الرئيسية وجزء من الإقتصاد، حيث لافرق بين المقاولة الثقافية والمؤسسات الأخرى حسب جواب وزير الثقافة لسؤال شفهي في هذا الشأن تحت قبة البرلمان، وهي المقاولة التي يكون الجانب الكبير من منتوجها ثقافي أي أفكار ونمط عيش وممارسات، إلا أن هناك تحديات يجب رفعها فالمقاولة الثقافية في الأقاليم الجنوبية أكثر حدة لأسباب عدم التحاقها بمدن الشمال لوجود مقاولة بها شخص واحد وليست مصدر عيش أي غير مدرة للدخل لإعتبارات عدة أهمها أن نشاطها يبقى موسمي مع المناسبات والمهرجانات.
واختتمت ندوة المهرجان بتكريم الأساتذة المحاضرين من قبل الجهات المنظمة، بتقديم دروع شكر لهم تقديرا لجهودهم.