Banner Post

“بين القصور” فقر مدقع في الخيال

عبد الكريم واكريم

يبدو أن ما ينقص الأعمال الدرامية التلفزيونية المغربية هو الخيال، إذ أننا بمتابعة حلقات هذه المسلسلات نستنتج أنها، مع استثناءات جد قليلة، تقدم الواقع كما هو دون تناول فني يلعب فيه الخيال دوره الإبداعي الذي يميز عملا جيدا عن آخر رديء.

مناسبة هذا القول هو أحداث المسلسلات المغربية التي تعرض خلال هذا الموسم الرمضاني، والتي تُملأ في كل حلقاتها بكل شيء وبلا شيء سوى الأحداث المتماسكة والتي يستطيع كُتابها ومخرجوها تناول الواقع بشكل إبداعي وفني.

فمسلسل “بين القصور” على سبيل المثال يطبعه فقر تخييلي مدقع، خصوصا في حلقاته الأخيرة التي تتناول أحداث الزلزال، مُحٍيلة على زلزال الحوز، فإضافة إلى كونها كانت مُقحمة بشكل تعسفي في بينة المسلسل، فقد جاءت فجَّة ومباشرة في تناولها لهذا الموضوع، بحيث كانت الحوارات مباشرة تتحدث فيها الشخصيات عن التضحية وعن الخير الذي كان مختفيا ومختبئا بين ثنايا قلوب الشباب الذين استقطبهم شرير المسلسل وهاهو الزلزال يظهر معدنهم الطيب. في حين أن مثل هذا الخطاب الذي عجز صانعو المسلسل عن تمريره بشكل فني كان من المفروض أن نراه عبر الأحداث وأن يكون مندمجا في نسيج الحبكة وليس مقحما بتعسف حين العجز عن الاستمرار في الحكي وحين ينضب الخيال.

وفي نفس السياق تم استقدام شخصية “مول البشكليط” التي أخذها أصحاب المسلسل من الواقع مباشرة دون أن يبذلوا أي جهد تخييلي في استعمالها، والتي جاءت مقحمة بشكل مباشر في الأحداث.

ويبدو أن موضوع الزلزال مازال سيُهلَك تصويرا في الحلقات القادمة، في انتظار “مسار” مُقحم آخر تصل به الأحداث منهكة و”مرمدة” إلى الحلقة الثلاثين.

اترك تعليقا