Banner Post

طانطان..سياسة شد الحبل وانتظارات الساكنة

حمادي سركوح

تابعت ساكنة مدن الصحراء على القناة الجهوية العيون، طيلة شهر نونبر الجاري والذي يتزامن مع حلول مناسبتين وطنيتين كبيرتين، المسيرة الخضراء وعيد الإستقلال، التدشينات التي همت مختلف المشاريع التنموية بأغلفة مالية مهمة رصدت خصيصا للتنمية إقتصاديا وإجتماعيا، وتقليص الفوارق المجالية بدواوير وجماعات وأقاليم الجهات الثلاث.

ساكنة إقليم الطانطان التابع لجهة كلميم وادنون، ظلت هي الأخرى طيلة شهر كامل تترقب عند كل مساء النشرة الإخبارية الساعة 22:30، وهي تُمني النفس بأن ترى حجر أساس يوضع ولو لصنبور ماء على قارعة الطريق، أو التلويح بالعلم من جهات مسؤولة، حتى وإن كان الأمر يتعلق بإعطاء الإنطلاقة لمارطون على الطريق.

متتبعين للشأن المحلي بالطنطان يعزون هذا الغياب الواضح للتدشينات، إلى سياسة شد الحبل بين عامل الإقليم الذي عوض وكالة تنفيذ المشاريع التابعة للمجلس الجهوي بمؤسسات عمومية “العمران” والمنتخبين الذين يصوتون بالرفض على المشاريع في دورات المجلس الجهوي كردة فعل.(بلوكاج)

إنها لحظة فارقة تلك التي تجتمع فيها العائلة كبيرها وصغيرها حول التلفاز لمشاهدة كل هذا النماء والبنيان الذي تشهده مختلف مدن الصحراء، مقارنة بمدينة الطنطان والتي لاتزال ساكنتها تنتظر من سيتغلب على الآخر في صراع خلف تداعياته على المدينة و الساكنة لثلاث سنوات متتالية دون تدشينات.

البؤس والفقر والحاجة المستشرية، الطنطان وكأنها مدينة! تعيش في الظلام وغارقة في الأزبال، الوضع كارثي ينطق لوحده ولايحتاج منا لوصف، 40 مليار خصصت للتأهيل الحضري، ماذا تنتظرون..؟ ونحن، وبشكل يومي تقريبا من هذا الشهر أيضا، نعيش على صور لجتث يلفظها البحر بسواحلنا، جثث لشباب في عمر الزهور غامروا بحياتهم واختارو ركوب قوارب الموت، حتى بات لايذكر إسم الطانطان في المحافل الدولية ولا الوطنية ولا في الإعلام إلا ومعه قوارب الموت و الهجرة السرية.

إلى ذلك مالذي يمكن إلتقاطه كرسالة من كل هذا العبث والفوضى، من الحبل..! من لبلوكاج..! وكمؤشر من الهجرة من جتث ضحاباها، سوى أن الأمور لاتبشر بالخير، ووجب الوقوف بحزم على كل الأعطاب ومكامن الخلل التي لايمكن لها على أية حال إلا أن تتجه بنا سريعا نحو الحائط.

نقطة بريس

اترك تعليقا