Banner Post

رسالة إلى المسؤولين في هرم السلطة

“رسالة إلى المسؤولين في هرم السلطة” هو اللي عنوان لمقال الصحفي الجزائري المثير للجدل سعيد بوعقبة، والمعروف بمقالاته اللاذعة للسلطة الجزائرية، وهو المقال الذي تسبب له في الاعتقال بحسب متابعين للشأن المحلي الجزائري، نقطة بريس تعيد نشر المقال بدون تصرف والذي تبقى الأراء المتضمنة فيه تعبر عن رأي كاتبها.

غالبا ما يتساءل الجزائريون الأسوياء، هل للجزائر فعلا وجود ديبلوماسي مريح في المحافل الدولية، والإقليمية؟! هل كان من الحكمة الديبلوماسية أن يحدث ما حدث بين الجزائر وإسبانيا، حتى تصل العلاقات بين البلدين إلى ما وصلت إليه؟! خاصة بعد أن كانت هذه العلاقة شبه ميثالية، قياسا بعلاقات الجزائر مع دول أوروبا الأخرى؟! فلماذا تصرفت الجزائر مع إسبانيا على النحو الذي تم؟! ألم يكن من الحكمة تطبيق شعار “إن لم تستطع كسب وده، لا تزود حقده”! نعم الخلاف الديبلوماسي بين البلدين أضر باقتصاد اسبانيا، لكن في نفس الوقت أضرت الجزائر بنفسها! فما الذي حققته الجزائر افتصاديا من هذا الخلاف، وكيف كان حالها لو تصرفت مع اسبانيا بنحو آخر؟!

الكل يعرف أن اسبانيا لم تتخذ موقفها الجديد من الصحراء الغربية، لولا ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية! حتى اسرائيل لم تكن لتأتي إلى حدودنا، لو لم يكن الأمر بترخيص، ولا أقول تحريض، من بلاد العم سام!؟ كان على المسؤولين قراءة المشهد قراءة صحيحة! وحتى زيارات الرئيس الجزائري إلى الدول الأجنبية أصبحت تقررها دول أخرى! ولا أستبعد أن غلق أنبوب الغاز المار من المغرب، كان تحت استفزازات أمريكية، بطريقة غير مباشرة، عن طريق اسبانيا أو المغرب، وابتلعت الجزائر الطعم، لأن أمريكا كانت تريد تسويق غازها الصخري بالثمن الفلاني! فهل كان من الصواب أن تبتلع الديبلوماسية الجزائرية طعم أمريكا المزروع في الصنارة الاسبانية والمغربية؟! هذا الخلل في الديبلوماسية الفاشلة، هو ما جعل الروس يضغطون على الجزائر لتعطيل انجاز أنبوب الغاز النيجيري، الذي يربط أوروبا مرورا بالجزائر، لمدة عشر سنوات كاملة!؟ ماذا كان وضع الجزائر اليوم لوم تم انجاز هذا المشروع؟!

تعطل وطنية المصالح، هي وطنية زائفة!؟ ماذا لو كانت علاقتنا على ما يرام مع اسبانيا، والمغرب، وفرنسا، مثلما هي الآن مع إيطاليا، وتونس؟! ماذا لو اتبعت الجزائر دبلوماسية مخالفة مع المصريين، بخصوص الوضع في ليبيا؟! وماذا لو كان حالنا في الجامعة العربية، غير حالنا اليوم، خاصة بعد عقد القمة الزائفة، وفق ديبلوماسية مهترئة؟! ألم يكن وضع الجزائر أفضل مع الدول العربية قبل القمة، من حالها اليوم بعد القمة؟! لماذا أصبحت الجزائر غير قادرة على تجميع خمسة وزراء في الجامعة العربية، وهي تحت رئاستها؟! هل بإمكاننا القول أن القمة ناجحة، وهي أشد فشلا حتى من اجتماع الاتحادات النسائية العربية!؟

أليس من الحكمة أن تواجه السلطة الحقائق، وتعترف بفشل ديبلوماسيتها في حماية مصالح البلاد الاقليمية، والدولية، ولا مجال للتصرف “النعامي” مع هذا الواقع المرير! لذا عليها مواجهة الواقع، عبر اتخاذ اجراءات جدية وسريعة لاصلاح الوضع!؟

 

اترك تعليقا