Banner Post

الشيطان نفسه.. رواية في قالب خيالي

بقلم محمد أمزيان

“الشيطان نفسه”، رواية للشاعر حسن مرصو، لعلها أول عمل روائي له. سرد سلس وجميل وشخوص تتحرك في عالم يمزج الواقع بالخيال (العلمي)، وبذلك يمكن إدراجها ضمن روايات الخيال العلمي. ما يشد القارئ في هذا العمل – في بدايته – هو سؤال الهوية، أو يفضل القول: اختلاط الهوية وتمازجها لدرجة اختفاء الحدود والفواصل الثقافية.
أحداث الرواية أجمل وأمتن في القسم الأول منها، وعندما شرع الكاتب في سرد القسم المخصص لمغامرات البطل الخيالية في الزمن القادم، ينتاب القارئ إحساس بأنه يشاهد فيلما هوليوديا مثل “ماتريكس” بأجزائه، حيث السفر عبر الزمن من خلال تجربة مختبرية، أصبح سهلا ومتاحا، والعودة أيضا إلى الحاضر لا تعد في حد ذاتها من العوائق.
في الأخير يكتشف بطل الرواية أن حربه في المستقبل كانت مع نفسه، مع ذاته، مع الجانب الشيطاني فيه. ولا ندري أي جانب كانت له الغلبة. ربما معركة الخبر والشر الأزلية ما تزال مفتوحة. كما أن نهاية الرواية لا تخبرنا إن كان البطل قد عاد إلى زمنه، أم بقي معلقا في الزمن الذي يأتي أو لا يأتي.
تحمل الرواية نفسا تشاؤميا واضحا، ممزوجا بإحباطات فكرية وأيديولوجية. فلا الشيوعي شيوعي ولا الرأسمالي رأسمالي. فهل اختفت الحدود بين الأيديولوجيات؟ هذا ما قد يستنتجه القارئ.
رواية “الشيطان نفسه” تمنح فسحة جميلة للقراءة الممتعة من حيث اللغة والحكي، وليست من ذلك النوع الملتبس أو المتعمد للغموض.

صدرت الرواية عن منشورات باب الحكمة بتطوان.

نقلا عن الجدار الفيسبوكي للاستاذ محمد أمزيان

اترك تعليقا