Banner Post

الريجيم..دعاية من نوع آخر

النعمة بوشامة

الشوكولاتة السوداء تتيح وزن أقل ورشاقة، لا تتساءلوا أيها القراء الأعزاء إذا صادفتم عنوانا كهذا في أشهر وسائل الإعلام، حتى وإن تخيلتم أن الخبر يضم مغالطات ومفارقات سافرة، فإنه مُدعَّم بدراسة علمية من أشهر المعاهد، حيث انبرى للدفاع عن هذه الدراسة ثلة من أشهر العلماء في عالم الحمية والصحة الغذائية.

في العادة، عندما نأكل الطعام المناسب، ويستحسن أن يكون منزليا والمكونات طازجة والكميات مناسبة؛ فإن الرشاقة والصحة والجمال من نصيبنا، ومع الحمية الصحيحة ثبت علميا أن الأمر ممكن، مما يتيح لنا الفرصة أن نكون بأحسن حال، وإذا فشلنا فعلينا أن نلوم أنفسنا لا الحمية.

راهنا ازدهرت صناعات الحمية، وانتشرت شركات جديدة في الأسواق بعضها يبيع مصل اللبن، وأخرى تنشر أفكارا تتعلق بتغيير طويل الأمد في الحمية، وبما أن أكثر الزبائن لهم خبرات سابقة، فإن الشركات طورت من سياستها التسويقية حيث باتت تعتمد على العلماء والدراسات لإقناعنا. يقول “جون بوهانان” -وهو صحفي يعمل في مجلة علمية ومهتم بصحة الدراسات العلمية-: “هنالك أمور سخيفة كثيرة تُنشر”. الأمر الذي يحدّ من مصداقية الأبحاث الجدّيّة.

وبالرغم من ذلك، ما زال الناس يؤمنون بالمنشورات العلمية، ولكن الأهم من كل هذا هو التحقق من صحة هذه المنشورات، وهذا مع الأسف يزداد صعوبة مع الأيام، وهذه المشكلة لا تواجه المستهلكين فقط، فمعظم الترّهات تجدها في آلاف المجلات على الأرفف، وأكثرها رواجا مجلات الحمية، ومعظم الناشرين يضاعفون مداخيلهم عبر نشر صور حميات غذائية ومغذّيات على أغلفة مجلاتهم.

هكذا صار سوق الحمية مزدهرا ليس بتنوعها فقط وإنما بسخافتها كذلك، فعلى سبيل المثال المحافظة على قوام رشيق أضحى من أكبر الضغوط الاجتماعية للنساء، لذلك لا غرابة إن رأينا اليوم أنه يباع في الأسواق كل ما هو جنوني وغريب يتعلق بالحمية.

بالمحصلة، الحقيقة هي أننا صرنا أمام شركات ضخمة تدفع لعلماء ومراكز بحثية كي تزوّر لها نتائج بحوث “علمية” لتسويق منتجها الغذائي، والنتيجة بأن تسببت الحمية المفرطة في خلل في العادات الغذائية عند كثيرين، وازدادت مشاكلهم المتعلقة بالوزن، بل أثرت على عقولهم وحالتهم النفسية، فالحمية ليست حلا مستداما، قد تصلح لسنة أو سنتين، ولكن ليس أكثر.

اترك تعليقا