اذا نظرنا الى المشهد العالمي في هذه المرحلة نلاحظ فيه ألواناً سياسية مختلفة لم يتوقعها جهابذة السياسية العالمين منذ عام ، لم يتوقع أحدهم وصول الرئيس الصيني شي الى الدورة الثالثة للرئاسة في دولة عدد سكانها 1,400 مليار واربعمائة مليون وحزب شيوعي ينتمي اليه الرئيس بل هو أمينه العام وعدده 97 مليون عضو ويتحول الى جنرال سياسي يطيح بكل مخالف يُذكرنا بماو سيتونغ بعد مرحلة قيادة جماعية قادها الرئيس السابق . من كان يتوقع أن يسكن ريشي سوناك كرئيس وزراء بريطانيا في 10 داونينغ ستريت بلندن وهو من أصل هندي أستعمر البريطانيون يلاده مدة 300 سنة وهو أغنى من كل رؤوساء وزراء بريطانية السابقين وذو بشرى سوداء وأصغرهم سناً ، من كان يتوقع أن يصل القيصر الروسي بوتين حفيد القيصر بطرس الأكبر إلى ما وصل اليه هذه الأيام ، الويل للعالم اذا جُرِحَت نرجسية بوتين ، من كان يتوقع أن يقرر الرئيس الامريكي المتردد والمرتبك ترشيح نفسه للدورة الرئاسية القادمة بعمر 80 عاماً ، من كان يتوقع أن يرفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان البالغ من العمر 73 عاماً الرد على مكالمة قائد العالم الرئيس الامريكي بايدن ، من كان يتوقع أن تشكل حكومة اليمين المتطرف في ايطاليا والسويد ، ومن يصدق بأن المانية تقطع الأنوار عن العديد من المؤسسات العامة توفيراً للطاقة وفرنسا تفكر بتقنين الكهرباء ، من كان يصدق بأن يذهب الرئيس الامريكي الى مدينة جدة في السعودية طالباً من زعيمها الفعلي ولي العهد زيادة انتاج النفط فياتي الرد السعودي من فيينا بتخفيض الانتاج بمليوني برميل يومياً ، من كان يتوقع أن بعضاً من شُعيرات مهسا اميني لم يستطع الحجاب تغطيتها تتحوّل الى ثورة أفقية شاملة في عموم ايران ودخلت يومها الاربعين وما زالت مستمرة .
نعم دخلنا مرحلة التغيّر الحتمي ، علينا الاستعداد لدفع فواتير باهظة الثمن في هذه المرحلة الانتقالية من عالم احادي القطب الى عالم متعدد الاقطاب ، كم هي مظلومة منطقة الشرق الاوسط لأنها الأولى بالعالم بدفع فواتير الدم في المراحل الانتقالية على مر الزمن .
نمرود سليمان
٢٧-١٠-٢٢
