Banner Post

في رسالة مفتوحة.. المنتدى المغربي للصحفيين الشباب يرد على بيان نقابة الصحفيين التونسيين

بعث المنتدى المغربي للصحفيين الشباب برسالة مفتوحة لنقابة الصحفيين التونسيين ردا على البيان الذي أصدرته يوم 29 من الشهر الجاري والذي نددت من خلاله هذه الأخيرة بما أسمته الحملة الإعلامية الممنهجة ضد تونس

وفي ما يلي النص الكامل الرسالة:

الموضوع: رسالة مفتوحة من المنتدى المغربي للصحافيين
الشباب إلى الزمالء أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية
للصحفيين التونسيين
الزميل محمد ياسين الجالصي، رئيس النقابة الوطنية للصحفيين
التونسيين؛
الزميالت والزمالء أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين
التونسيين؛
تحية طيبة وبعد،
انطالقا من إيماننا بأخالقيات وقواعد مهنة الصحافة كما هو متعارف
عليها كونيا؛
وبناء على تشبثنا بمبادئ حقوق اإلنسان في كونيتها وشموليتها، بما
يقتضيه ذلك من رفض قاطع لكل خطابات التحريض على الكراهية؛
واعتبارا لتمسكنا بمبادئ المسؤولية االجتماعية للصحافيات والصحافيين،
التي تلزمنا بالعمل من أجل توطيد وشائح األخوة والتضامن، ومحاربة كل
أشكال خطابات التفرقة بين الشعوب المغاربية، والمساهمة في إيصال
المعلومات الصحيحة إلى المواطنين؛
واقتناعا منا بمبادئ النضال المشترك من أجل تعزيز الديمقراطية في
الدول المغاربية، باعتبارها معركة كل القوى الحية في بلداننا؛
وبالنظر إلى فائق تقديرنا للعمل الذي تقوم به نقابتكم المحترمة، والمطبوع
بمساهمتها المتميزة في الدفاع عن حقوق الصحافيين وعن قضايا حرية
الرأي والتعبير، يسعدنا في “المنتدى المغربي للصحافيين الشباب”، أن
نتفاعل مع بيانكم الصادر يوم 29 غشت 2022 ،بخصوص ما وصفتموه
بـ”الحملة اإلعالمية الممنهجة التي تشنها عدد من وسائل اإلعالم
والمواقع المغربية ضد الدولة التونسية”، عبر تقديم التوضيحات التالية
لكم:
أوال: يجب التأكيد والتوضيح أيضا، أن الوحدة الترابية لبالدنا ليست قضية
الدولة المغربية لوحدها كما يعتقد أو يروج لذلك البعض، سواء بشكل
مقصود أو لعدم دراية بتعقيدات النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية،
وإنما هي قضية تحظى باإلجماع لدى كافة مكونات المجتمع المغربي.
فالذود عن مغربية الصحراء، والتصدي بكل حزم لمحاوالت المساس
بوحدة المملكة، يوجد على رأس األولويات التي يدافع عليها المواطنات
والمواطنين المغاربة، وكل القوى المدنية والنقابية والسياسية الوطنية،
وهو ما نتمنى من الزميالت والزمالء اإلعالميين والصحافيين في تونس
تفهمه وأخذه بعين االعتبار.
وبالتالي، فمن الطبيعي أن يصدم ويجرح االستقبال الرسمي لرئيس
ميليشيات جبهة “البوليساريو” االنفصالية من طرف رئيس الجمهورية
التونسية قيس سعيد، عموم الشعب المغربي وقواه الحية، ألنه يشكل
إعالنا صريحا عن تخلي الرئيس الحالي عن حياد دولة تونس الشقيقة
إزاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وانضمامه للمعسكر
المعادي لبالدنا والمستهدف لوحدتنا الترابية، ودعما صريحا لكيان وهمي
نعتبر بكل وضوح أنه يهدد السلم واألمن اإلقليميين في منطقتنا المغاربية.
ثانيا: من خالل رصدنا للمضامين اإلعالمية المرتبطة بهذه األزمة
الدبلوماسية بين البلدين، لم نلحظ تورطا لوسائل اإلعالم المغربية في أي
حملة ممنهجة تستهدف الشعب التونسي الشقيق أو صورة بالدكم، وفي
حالة وقوع ذلك فسنكون أول المنددين به. فالقنوات العمومية والمواقع
الرقمية واإلذاعات المغربية ووكالة المغربي العربي لألنباء…، لم تقدم
سوى األخبار المتعلقة باستقبال المدعو إبراهيم غالي، وتركت مجال
التعليق مفتوحا لكل التيارات السياسية الحكومية والمعارضة، والهيئات
النقابية والمدنية، التي عبرت عن مواقف رسمية بشأن هذا الحدث،
باإلضافة إلى استضافة عدد من الفعاليات المجتمعية التونسية ونقل وجهة
نظرها المنتقدة لخطوة الرئيس التونسي. على العكس من ذلك، وقع
تحريف لترجمة كلمة الرئيس السينغالي، ماكي سال في القناة الوطنية
التونسية، التي ألقاها خالل افتتاح قمة “تيكاد 8 .”
أما فيما يخص الخطابات التحريضية، التي يتم ترويجها من طرف
البعض، عبر شبكات التواصل االجتماعي، في الضفتين المغربية
والتونسية، فتبقى أفعاال مدانة يلزم على اإلعالميين التونسيين والمغاربة
التنديد بها ورفضها.
ثالثا: إن انتقاد قرار الرئيس التونسي و”اعتباره مسا بمشاعر الشعب
المغربي، وانحيازا ألعداء الوحدة الترابية لبالدنا”، ال يشكل في تقديرنا
تدخال في الشأن الداخلي للدولة التونسية، وإنما ممارسة عادية تدخل في
باب حرية الرأي والتعبير كما هو متعارف عليها كونيا.
كما نعتقد أنه ال يجب توظيف مفهوم “السيادة الوطنية”، لمصادرة اآلراء
المنتقدة لخطوة الرئيس قيس سعيد، عبر محاولة فرض وجهة النظر
الواحدة في الفضاء العمومي التونسي، إذ ال يخفى عليكم أن الدفاع عن
تعددية وتنوع المواقف واآلراء، جزء من نضالنا في المجال اإلعالمي،
هيئات ونقابات ومنظمات.
رابعا: إذا كانت نقابتكم المحترمة ترى أنه من حقها الدعوة إلى التعبئة من
أجل “الدفاع عن مصالح البالد الحيوية وسيادتها”، وهو أمر نعتبره
مشروعا وطبيعيا، فإنها ال يمكن أن تسلب هذا الحق لزمالئكم المغاربة،
خصوصا وأن وحدتنا الترابية تعد القضية الوطنية األولى لعموم الشعب
المغربي، شريطة عدم الوقوع في كل ما يمكن أن يمس بمشاعر الشعبين
ويهدد تماسك وحدتهما ويزرع الكره والعداء بينهما.
وإذ نقدم لكم كل هذه المالحظات في إطار أخوي صادق، فإننا نتمنى أن
تبقى جسور التواصل مفتوحة بين الزمالء المغاربة والتونسيين عبر
هيئاتهم ومنظماتهم، كما نؤكد أن هذه األزمة الدبلوماسية بين البلدين
الشقيقين ال يجب أن تؤثر على عالقات الشراكة المتميزة بين القوى الحية
المدنية والحقوقية والمهنية بكل من تونس والمغرب، بما يخدم ترصيد
مكتسبات البناء الديمقراطي في بلدينا.
كما أن تعقيبنا على ما ورد في بيانكم، ال يمنعنا من التأكيد مجددا على
تطلعنا إلى العمل والتنسيق سويا في المستقبل في كل القضايا ذات الصلة
بالمجال الصحافي إقليميا ودوليا، كما سبق وأن أكدنا لكم على ذلك.
وعلى أمل اللقاء بكم مجددا، تفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير
واالحترام.
عن المكتب التنفيذي
سامي المودني: رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب

اترك تعليقا