Banner Post

بعد خطاب ثورة الملك والشعب..هل هناك تحول في عقيدة المغرب الدبلوماسية؟

الباحث الاكاديمي محمد زهراوي

هل هناك تحول في عقيدة المغرب الدبلوماسية؟ ما معنى أن يقول الملك في خطابه للشعب بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ان ” الصداقات و الشراكات مع الدول رهينة بموقفها الواضح من قضية الصحراء” ؟ لمن يوجه الرسالة ؟ وما المقصود بذلك؟ فكما هو معلوم، مند عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي، لم تعد قضية الصحراء محددا اساسيا في بلورة وصناعة السياسات على المستوى الخارجي، إذ دخل المغرب في عدة شراكات وصداقات مع دول لا تزال تعترف بالبوليساريو مثل نيجيريا واثوبيا وروندا وغير من الدول في أمريكا اللاتينية. وعلاقة بالخطاب الملكي، فمن الواضح أن هناك تحول استراتيجي على مستوى السياسة الخارجية، ويمكن قراءة هذا التحول والرسائل المراد توجيهها انطلاقا من ثلاث مستويات:

الاول، يبدو أن الوضع المريح الذي يعيشه المغرب على مستوى تدبير ملف الصحراء، خاصة بعد الاعتراف الامريكي والتحول في الموقف الإسباني، دفعه بالعودة إلى نقطة الصفر، لاسيما فيما يتعلق اعتناق العقيدة الدبلوماسية التي تجعل من الصحراء محددا اساسيا في نسج التحالفات والشراكات والصداقات.

ثانيا، من الواضح أن فرنسا هي الدولة المعنية بهذه الرسالة، وهو ما يبرر حالة الفتور والبرود والجفاء التي تعتري العلاقة بين الطرفين، لاسيما وأن فرنسا باعتبارها الحليف الكلاسيكي للمملكة، لم تساير التحولات الراهنة، وظل موقفها غامضا ومبهما تجاه قضية الصحراء، إذ كان المغرب يراهن على انخراطها من أجل دفع الاتحاد الأوربي لتبني موقفا موحدا و داعما للوحدة الترابية. وتبعا لذلك، فإن عدم خروج فرنسا من المنطقة الرمادية يعني تفاقم الازمة مع المغرب واتساع دائرة سوء الفهم لتمتد إلى مستويات وجوانب أخرى.

ثالثا، يراهن المغرب على استدراج ودفع دول أخرى لتبني مواقف واضحة إزاء قضية الصحراء، وهذا المعطى يرتبط اساسا بالتحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم، إذ تحاول المملكة إعادة رسم خريطة التحالفات من خلال توظيف أوراق جديدة للتفاوض وفي بناء العلاقات. لكن، السؤال الذي يظل معلقا، هل سيعود المغرب الى نقطة الصفر في علاقاته مع بعض الدول الافريقية التي تعترف بالكيان الانفصالي؟؟؟

اترك تعليقا