Banner Post

المغرب..حالة استنفار قصوى لمواجهة نقص المياه الصالحة للشرب

يعاني المغرب من أسوأ جفاف للسنة الرابعة على التوالي، نظرا لقلة هطول الأمطار و كثرة الاضطرابات المناخية حسب تقرير حديث صادر عن وزارة التجهيز والماء.

حيث يعيش المغرب في الوقت الراهن حالة استنفار قصوى لمواجهة نقص المياه الصالحة للشرب، مع تهديد عدد من المدن والمناطق بأزمة عطش، هذا ما جعل السلطات الحكومية تعمد إلى إطلاق حملات توعية لحماية الموارد المائية وترشيد استهلاك المياه أمام شخ الأمطار وما يتسبب فيه من ضغط على الأحواض المائية واستنزاف الفرشة المائية. ووفق المعطيات التي قدمها وزير التجهيز والماء نزار بركة أمام البرلمان في الأول من مارس الماضي، أنه لا يتجاوز نصيب الفرد من المياه في المغرب 600 متر مكعب سنوياً، فيما يقدر المعدل العالمي بـ1000 متر مكعب للفرد. علماً أن نصيب الفرد لا يتجاوز في بعض مناطق المغرب 300 متر مكعب،وكان هذا المعدل أكبر أربع مرات في الستينات، عندما قدرت حصة كل فرد من المياه ب2600 متر مكعب. وبحسب التوقعات فإنه من المرتقب أن يفقد البلد 30 في المئة من الواردات المائية بحلول عام 2050.

كما نبه نزار بركة إلى أن الجفاف الذي تعرفه البلاد حاليا يتميز بتأثيره على التزود بمياه الشرب في المجال الحضري، بخلاف فترات سنوات الجفاف الماضية التي كان تأثيرها يتعلق بالتزود بمياه الشرب في القرى والأنشطة الزراعية. و تراجعت نسبة ملء السدود إلى 28,78 في المئة، ولم يعد مخزون المغرب من الماء يتجاوز 4 مليارات و640 مليون متر مكعب.

الى ذلك ولمواجهة الكارثة التي تضرب المملكة، أصدرت وزارة الداخلية تعليمات للسلطات المحلية بتحديد توزيع المياه عندما يكون ذلك ضروريا، ومنع سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف بماء الشرب، كما تم منع الاستغلال غير القانوني للآبار والمنابع أو المجاري المائية. كما تعتبر تحلية مياه البحر من بين الحلول التي يطرحها المغرب في مواجهة إشكال ندرة المياه، في ظل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف وما يشكله ذلك من تهديد لأمنه المائي. ويضم المغرب الذي يتوفر على 3500 كيلومتر من الواجهة البحرية، عدد من محطات تحلية المياه موزعة على مدن عديدة من بينها العيون وبوجدور وطانطان ومركز أخفنير، إلى جانب محطة أكادير التي تعتبر من ضمن أكبر المشاريع في إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، بسعة 275 ألف متر مكعب في اليوم في مرحلة أولى.

هذا، وأعلنت المملكة عن مشروع لإنجاز محطة تحلية المياه بمدينة الدار البيضاء، هي الأكبر على مستوى القارة الإفريقية، حيث يتوقع أن تصل طاقة هذه المحطة إلى 300 مليون متر مكعب في اليوم.

اترك تعليقا