يواصل حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت -أول أيام عيد الأضحى المبارك (يوم النحر)- أداءَ المناسك، وعلى رأسها أداء طواف الإفاضة ورمي جمرة العقبة الأولى في منى.
وكان الحجاج قد باتوا ليلتهم في مشعر مزدلفة بعد أن أفاضوا من عرفات، حيث أدّوا الركن الأعظم من فريضة الحج، في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة.
ويبدأ الحجاج مناسكهم في يوم النحر -وهو يوم عيد الأضحى- برمي جمرة العقبة الكبرى، ثم يحلقون أو يقصرون، ثم ينحرون الهدي، ويتوجهون إلى البيت الحرام لأداء طواف الإفاضة، وبعدها يعودون إلى منى للمبيت بها بقية أيام التشريق.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومزدلفة على بُعد 7 كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، لا يُسكَن إلا في أثناء فترة الحج، وتحده جمرة العقبة من جهة مكة المكرمة ووادي محسر من جهة مشعر مزدلفة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى).
ويمكن للمتعجل منهم اختصار النسك إلى يومين، على أن يغادر منى قبل غروب شمس اليوم الثاني من عيد الأضحى، ويتوجّه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.
وتميز الحج هذا العام بإجراءات صحية استثنائية في ظل قدوم حجاج من خارج السعودية للمرة الأولى منذ جائحة كورونا، حيث تنتشر الفرق الصحية والطبية في كل مكان داخل مكة والمشاعر المقدسة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن حركة حجاج بيت الله الحرام اتسمت بالانسيابية وسط جهود تبذلها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج خدمة لضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بسلام آمنين.
وعلى الطرق التي تعج بالحجاج، كان المتطوعون يوزعون زجاجات المياه وآخرون يجمعون القمامة في أكياس بلاستيكية خضراء. وكتب على حاوية قمامة كبيرة “معا نرتقي بنظافة أطهر بقاع الأرض”.
وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء أمس الجمعة أن إجمالي أعداد الحجاج لهذا العام بلغ 899 ألفا و353 حاجّا، منهم 779 ألفا و919 قدموا من خارج المملكة. ومن بين مجموع الحجاج، بلغ عدد النساء 412 ألفا و895 حاجَّة.
وكانت نسبة الحجاج القادمين من الدول العربية 21.4%، ونسبة حجاج الدول الآسيوية 53.8%، والدول الأفريقية 13.2%، في حين بلغت نسبة حجاج دول أوروبا وأميركا وأستراليا 11.6%.
وفي 2019، شارك نحو 2.5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في المناسك. لكنّ تفشي فيروس كورونا أجبر السلطات السعوديّة على تقليص الأعداد إلى حدّ كبير، فشارك فيها فقط 60 ألف مواطن ومقيم عام 2021 مقارنة ببضعة آلاف عام 2020.
المصدر : الجزيرة + وكالات