Banner Post

نقاش الشيخ والشيخة..والحاجة لثقافة التعدد

نقطة الأسبوع: 8

طفى للسطح نقاش محتدم بوسائل التواصل الاجتماعي، عنوانه الرئيسي مسلسل رمضاني يبث في إحدى القنوات العمومية، والذي تدور أحداث قصته حول حياة “الشيخة”، بين الرافض لإقتحام هذه الشخصية للفضاء العام والمؤيد لذلك، والشيخة في المخيال الجمعي المغربي ترتبط بالراقصة الشعبية، وإن كانت هذه الشخصية موجودة في الواقع، والحديث عن وجودها هذا يطول، إلا أن ما أعابه عليها الرافضون هو ولوجها لشاشة التلفزة وتصويرها كقدوة، في حين أن الواقع الحقيقي للمجتمع هو غير ذلك، واقع المجتمع بحسبهم هو الشيخ الواعظ الورع، هو حفظة القرآن، في حين يذهب الآخرون للقول بأن من يعيبون ظهور الشيخة كبطلة في مسلسل هم قصيروا النظر، حيث أن عليهم أن ينتقدوا كل صور وأشكال التفاهة التي تحتل الفضاء العمومي، بل عليهم ألا يتحدثوا بتاتا لأنهم بالأساس لا يتقبلون الفن من أصله.

إننا نعتقد أن المقارنة أصلا بين “الشيخة” و”الشيخ” هي مقارنة خاطئة، كما أن حديث الشيخ عن الشيخة كشخصية في مسلسل قد يكون مقبول من منطلقاته الفكرية، لكن لابد من الإشارة أن للفن عموما وللسينما خصوصا منهجية التقييم والنقد، وللفنان وكافة المتدخلين في السينما هامش كبير من الحرية في الانتاج الفني، ليبقى الجمهور والمشاهدة هو الحكم، أما فيما يتعلق باحترام الذوق العام أو ما نعتبره نحن جزء لا يتجزء من خلفياتنا الثقافية فمقص الرقابة والقائمون على الإعلام العمومي هم المسؤولون عن ما يجب أن يمنع من البث.

في حقيقة الأمر، فإن النقاش والاختلاف قضية سليمة ومهمة في تطور وعي الشعوب، خاصة إذا ما تم من تأصيل للعقل المنطقي وتأصيل لثقافة قبول الآخر المختلف والمخالف، دون تعصب ولا تشدد، أي ثقافة التعدد، وبذلك نكون قادرين على بناء مجتمعاتنا ووعينا الجمعي على أسس حضارية قادرة في الأول والأخير على فرز السمين من الغث وتطويرنا في سيرورة سليمة وسلمية.

اترك تعليقا