Banner Post

العلاقات المغربية الجزائرية والفرص الضائعة

نقطة الأسبوع: 7

تعيش العلاقات المغربية الجزائرية أسوء حالاتها منذ قطيعة الثمانينات التي تم رأبها بوساطة سعودية. فمنذ 13 نونبر 2020 ، تاريخ ضبط المغرب لمعبر الكركرات وتأمين الحدود الجنوبية، بدأت كرة ثلج التوتر تتدحرج، وقد زاد الطين بلة حجم التحالفات الدولية التي دخل فيها المغرب، فبدأ باتفاقية أبرهام إلى جانب دول عربية ودولة إسرائيل، وما يشكله هذا الحلف وهذه الاتفاقية من بداية رسم خريطة جيوسياسية جديدة، مرورا بضبط الموقف الألماني المتدبدب من قضية الصحراء المغربية، ثم أخيرا – وليس آخرا- إعلان إسبانيا المستعمر السابق لأقليم الصحراء المغربية دعمها لمقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وذو مصداقية، وهو الموقف الذي له دلالة سياسية وقانونية مهمة جدا في مستقبل هذا النزاع المفتعل، كل ذلك في سياق ميداني وعملياتي إتسم بضبط المغرب لحدوده مع ضبط للنفس أمام مختلف الاستفزازات، وهو الأمر الذي لم ولن يرق للجارة الشرقية، والتي أدانت مجددا في بيان صادر عن خارجيتها ما اسمته ” باستخدام المغرب للمدنيين لأسلحة متطورة خارج حدوده” وأتبعته بتحذيرات، ما جعل مجموعة مراقبين يدقون ناقوس خطر تصاعد التوتر بين البلدين الجارين في إتجاهات الرابح فيها خاسر.

إن المشكل الرئيسي في العلاقات المغربية الجزائرية هي عدم قدرة هذه الأخيرة فهم الأولى، وتشبثها بمواقف بنت عليها مشروعيتها السياسية وبإمكانها تطويرها في اتجاه يخدم مصالحها القومية ومصالح الشعب الجزائري الشقيق وذلك بعدم تضييع الزمن السياسي والتنموي في قضية هي بعيدة عنها وقضية مغربية خالصة، وتعرف أنها بالنسبة للمغرب قضية وجود وليست قضية حدود.

إن إعادة النظام الجزائري فهم الفرص المتاحة أمام البلدين والشعبين إذ هما إستثمرا علاقات الأخوة والصداقة بينهم، وتجاوزت الشقيقة الجزائر عقدة المغرب، لفتح صفحات جديدة ومشرقة تعود على شعوب المغارب ككل بالرفاه، خاصة في السياق الدولي المضطرب والذي يعيش أزمة اقتصادية حادة وتتفاقم كل يوم، ما يفرض على الأقل في المدى المتوسط تمتع البلدين بحس برغماتي ايجابي.

لاشك أن المغرب قد أعلن ما من مرة وعلى أعلى مستوياته (خطابات العاهل المغربي) على اليد المغربية الممدودة والتي كانت تطمح لطي الاختلافات وبناء صرح لعلاقات قوامها الأخوة وحسن الجوار، إلا أن حالة الستاتيكو التي يعيشها العقل السياسي الجزائري تحول دون ذلك وجعلت البلدين يضيعان فرص تنموية مستدامة للجيل الحالي وللاجيال القادمة.

يبقى التابت هو أن التوترات والصراعات مهما كان منسوبها ودرجتها لا تحل المشاكل بقدر ما تزيد الهوة وتعقدها وترهن آمال الملايين فقط من أجل مواقف بائدة.

اترك تعليقا