دعا المجلس المدني الديمقراطي للهجرة المغربية إلى فتح نقاش وطني واسع ومسؤول حول أسباب الغضب الشبابي والشعبي، مؤكدًا على ضرورة إصلاح السياسات العمومية بما يعيد الثقة بين المواطن والدولة، ويستجيب لتطلعات الأجيال الجديدة داخل المغرب وخارجه.
وجاء في بيان للمجلس، صدر اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، أن مواقفه تنطلق من مبادئه الثابتة في الدفاع عن الكرامة والمواطنة والعدالة الاجتماعية، ومن متابعته للتحولات المجتمعية المتسارعة، مؤكدًا تضامنه الكامل مع المطالب المشروعة لشباب جيل “زد” المغربي داخل الوطن وفي المهجر، ومع انتظارات مغاربة العالم الراغبين في تجديد علاقتهم بوطنهم الأم على أساس من الثقة والاعتراف والمشاركة الفعلية.
وأشار البيان إلى أن ما يعيشه الشباب من إحساس بالتهميش وضعف في الثقة بالمؤسسات يعكس حاجة وطنية ملحّة إلى مراجعة شاملة لسياسات الدولة تجاه الأجيال الجديدة، من خلال إعادة بناء جسور الثقة على قاعدة الإنصات والكرامة والإشراك الحقيقي.
وفي هذا السياق، شدد المجلس على مجموعة من النقاط، أبرزها:
ضرورة معالجة الأسباب العميقة للغضب الشبابي والشعبي عبر إصلاحات تُمكّن الشباب من استعادة الأمل في المستقبل، وتحسين الخدمات العمومية في مجالي الصحة والتعليم، ومحاربة كل مظاهر الفساد، وفي مقدمتها مافيا العقار التي يعد مغاربة الخارج من أبرز ضحاياها.
الدعوة إلى نقاش وطني هادئ ومسؤول حول انتظارات جيل “زد”، باعتباره جيلًا رقميًا متصلاً بالعالم يُعبّر بوسائله الخاصة عن طموحه لمجتمع أكثر عدلاً.
التأكيد على إدماج فعاليات مغاربة العالم في صياغة السياسات العمومية وتفعيل حقهم الدستوري في المشاركة السياسية والتمثيلية البرلمانية، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية.
التنبيه إلى أن استعادة الثقة لا تتم عبر الخطاب فقط، بل من خلال مبادرات ملموسة تُعيد للشباب ومغاربة العالم إحساسهم بجدوى الانتماء والمشاركة في بناء مغرب المستقبل.
دعوة الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين إلى تجديد أدواتهم الفكرية والتواصلية بما يواكب التحولات الاجتماعية لجيل متعلم وناقد ومبدع.
وأكد المجلس في ختام بيانه أن الغضب الشبابي والشعبي ليس ظاهرة سلبية، بل “مؤشر صحي على رغبة المجتمع في الإصلاح والتغيير السلمي والبنّاء”، داعيًا إلى الإصغاء إليه بجدّية باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار وتعزيز الثقة في المستقبل.
كما أعلن المجلس عن تنظيم لقاء دولي لمغاربة العالم يوم 6 دجنبر 2025 بمدينة برشلونة، معتبرًا هذه المبادرة “ترجمة عملية لالتزامه بالعمل إلى جانب مختلف القوى الحية داخل الوطن وخارجه، من أجل مغرب المواطنة الكاملة والعدالة بين الأجيال”.
وختم البيان بالتأكيد على أن الإصغاء لشباب اليوم هو الضمانة لبناء مغرب قوي وموحد ومتضامن.
