شهدت مدينة الطانطان، صباح اليوم الأحد 6 يوليوز 2025، مسيرة احتجاجية لعدد من أساتذة السلك الإعدادي، انطلقت من المركب التربوي بتيكيريا في اتجاه مقر المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، وذلك رفضا للطريقة التي تم بها تنزيل تكوينات مشروع “المدرسة الرائدة” في هذا المستوى.

وبحسب ما استقته جريدة “نقطة بريس” من تصريحات المشاركين، فإن هذه التكوينات فُرضت خلال شهر يوليوز الذي يُعد فترة خروج رسمي للأطر التربوية، حيث كان من المرتقب توقيع محاضر الخروج يوم السبت 5 يوليوز الجاري، وفق مقتضيات المقرر الوزاري المنظم للسنة الدراسية.
لكن الأمور لم تتوقف عند التوقيت فقط، إذ أشار الأساتذة إلى أن هذه التكوينات تمت برمجة فترتها في أعقاب موسم مرهق، شمل مهام الحراسة، التصحيح، والمداولات المرتبطة بالامتحانات، ما اعتبروه إجحافاً في حقهم وعدم مراعاة للجهد المبذول طوال السنة.

وبحسب معطيات جديدة توصلت بها الجريدة، فإن الاحتجاج لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة إضراب دعت إليه النقابات التعليمية منذ الثالث من يوليوز الجاري، عبر بيان دعا إلى مقاطعة هذه التكوينات. وقد تم تنفيذ الإضراب بشكل واسع، حيث شمل حتى بعض الأطر المكلفة بتأطير التكوينات، من مفتشين ومكونين، الذين انخرطوا بدورهم في المقاطعة.
وأبرز أحد الأساتذة المتدخلين أن من بين دوافع المقاطعة أيضاً التخوف من أن تتم برمجة هذه التكوينات مستقبلاً خلال العطل البينية أو الصيفية، مما قد يُربك التزامات الأساتذة الشخصية والأسرية، ويخلق حالة من التوجس المستمر في صفوفهم بشأن استقرار توقيت العطل.
وطالب المحتجون، خلال وقفتهم أمام مقر المديرية، باحترام البرمجة الرسمية ومحاضر الخروج، مع تأجيل هذه التكوينات إلى الأسبوع الأول من الموسم الدراسي المقبل، كما هو معمول به في عدد من المديريات الإقليمية.
يُذكر أن تكوينات “المدرسة الرائدة” تندرج ضمن مشروع إصلاحي يهدف إلى تجويد أداء المنظومة التعليمية وتعزيز كفاءات الأطر التربوية، غير أن تنزيلها في بعض السياقات المحلية، حسب تصريحات الفاعلين، يُعاني من ضعف في التنسيق والبرمجة، مما يؤثر على فعاليتها ويُربك السير العادي للموسم الدراسي.
ولم يصدر، إلى حدود اللحظة، أي تعليق رسمي من المديرية الإقليمية بطانطان بشأن هذه الاحتجاجات وتداعياتها.

