Banner Post

ظاهرة تجمهر الأهل أمام مراكز الامتحانات الاشهادية بالمغرب

عبد الكريم بن رزوق: مفتش في التوجيه.

أصبحت ظاهرة تجمهر أولياء الأمور أمام مراكز الامتحانات الاشهادية في المغرب مشهدا مألوفا ومتكررا في السنوات الأخيرة، سواء خلال امتحانات السنة السادسة ابتدائي، أو امتحانات نيل شهادة الدروس الاعدادية، أو امتحانات البكالوريا الجهوية والوطنية. حيث يتوافد عدد كبير من الأمهات والآباء، وخاصة الأمهات، مع أبنائهم إلى محيط المؤسسات التعليمية، ويقضون ساعات طويلة في انتظار خروجهم من قاعات الامتحان.

يعكس هذا السلوك حالة من القلق والخوف يعيشها الأهل، وقد تكون أحيانا أشد من التوتر الذي يشعر به التلاميذ أنفسهم. وغالبا ما تفسر هذه المرافقة برغبة الأسر في تقديم الدعم النفسي والمعنوي لأبنائهم، ومساعدتهم على تجاوز لحظات التوتر والضغط التي ترافق الامتحانات، خاصة في المراحل الحاسمة من المسار الدراسي.

لكن رغم حسن النية، قد تكون لهذه المرافقة آثار سلبية، مثل زيادة الضغط النفسي على التلميذ، وتشويش تركيزه، وخلق شعور بالحرج، خصوصا عندما تكون العلاقة بين الطرفين قائمة على الترهيب وعلى المطالبة بتحقيق أفضل النتائج. كما أن بعض التلاميذ، خاصة في مرحلة البكالوريا، قد يشعرون بأن وجود أسرهم أمام مراكز الامتحان ينتقص من شعورهم بالنضج والاستقلالية، وهو ما يتناقض مع طبيعة المرحلة التي يفترض أن يتحملوا فيها المسؤولية بشكل أكبر.

في المقابل، قد يكون لهذه الظاهرة أثر إيجابي في حال كانت العلاقة بين الأهل وأبنائهم قائمة على الثقة والدعم المستمر، وكانت المرافقة امتدادا لمساندة دائمة يشعر فيها التلميذ بالأمان والطمأنينة، دون أن تتحول إلى مصدر ضغط إضافي.

في النهاية، تبقى الظاهرة سلاحا ذا حدين، تستدعي من الأسر قدرا من الوعي بكيفية ووقت الحضور بجانب أبنائهم، بما يخدم مصلحتهم النفسية والدراسية. كما أن من الضروري تعزيز ثقافة الاستقلالية وتحمل المسؤولية لدى التلاميذ، وتشجيع أوليائهم على منحهم الثقة اللازمة، خاصة في المحطات الاشهادية المهمة، حتى يتمكنوا من اجتيازها في جو من الهدوء والتركيز.

اترك تعليقا