احتضنت جماعة الرواشد بإقليم خريبكة النسخة الثالثة من الملتقى العلمي حول “الموارد الطبيعية بين تحديات التغيرات المناخية ورهانات التنمية المجالية”، الذي نظمته جمعية الباحثين الجغرافيين في الماء والبيئة يوم السبت 17 ماي 2025، بمشاركة باحثين ومختصين وممثلي مؤسسات وطنية.
شراكات داعمة وفعاليات متنوعة
جاءت هذه الدورة، التي تلي نجاح نسختي خنيفرة وبني ملال، بشراكة مع:
– مختبر دينامية المشاهد والمخاطر والتراث
– مختبر الدراسات حول الموارد، الحركية والجاذبية
– وكالة الحوض المائي لأم الربيع
– المجلس الجماعي للرواشد
وتميز البرنامج بجلسات علمية وورش ميدانية وزيارات تراثية، بهدف تعزيز الحوار حول الحلول المستدامة لأزمة الموارد الطبيعية.
جلسات علمية: تشخيص الواقع واستشراف الحلول
في الجلسة الافتتاحية، أكد المتدخلون – ومنهم السيد عبد الكبير لوظيفة (رئيس جماعة الرواشد) والأستاذة نادية لحلو (نائبة رئيس الجمعية) – على أهمية البحث العلمي في مواجهة التحديات المناخية.
تناولت المداخلات العلمية، التي قدمها باحثون من جامعة بني ملال والمكتب الشريف للفوسفاط، محاور رئيسية مثل:
– تداعيات انخفاض التساقطات المطرية على الموارد المائية
– الحلول البديلة: إعادة استخدام المياه العادمة وتحلية مياه البحر
– دور التقنيات الحديثة في ترشيد الاستهلاك
ورش ميدانية: من النظرية إلى التطبيق
1. منطقة الكعارة: ركزت الورشة الجيولوجية، بإشراف الأساتذة عبد اللطيف حافض وهشام البزكراوي، على أهمية تثمين التراث الجيولوجي عبر مشاريع بحثية وسياحية.
2. محمية بوعسيلة: ناقش المشاركون مع خبراء الوكالة الوطنية للمياه والغابات سبل حماية التنوع البيولوجي تحت ضغوط التغير المناخي.
اختتام بزيارة تراثية: أبي الجعد نموذجًا
جولة في المدينة العتيقة لأبي الجعد، حيث اطلع الحضور على:
– المعالم التاريخية للزاوية الشرقاوية
– إبداعات الحرفيات في “دار الصانعة البجعدية”، خاصة الزربية التقليدية
توصيات وتطلعات مستقبلية
واختتم الملتقى بوضع رؤى عملية لمواجهة التحديات البيئية، أبرزها:
1. تعزيز الشراكات بين الجماعات الترابية والجامعات لتصميم حلول محلية ذكية لتدبير الموارد.
2. الاستثمار في البحث العلمي حول تقنيات بديلة (كتحلية المياه وإعادة التدوير) لضمان الأمن المائي.
3. تثمين التراث الطبيعي (الجيولوجي والغابوي) كرافعة للسياحة الإيكولوجية وتنويع الاقتصاد المحلي.
4. إدماج البعد البيئي في السياسات التنموية، مع تكثيف الحملات التحسيسية للساكنة.
5. تنظيم ملتقيات دورية لمواكبة المستجدات المناخية وتبادل الخبرات بين الباحثين والفاعلين المحليين.
إلى ذلك، وجه المنظمون شكرًا خاصًا للشركاء والمشاركين، مبرزين دور مثل هذه الفعاليات في تعزيز الوعي البيئي وبناء سياسات مستدامة.