أشرف السيد الحسن صدقي، عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي إفني، صباح اليوم الخميس 17 أبريل 2025، بمقر عمالة الإقليم، على افتتاح أشغال الندوة العلمية الدولية المنظمة تحت عنوان: “اقتصاد الماء والطاقة والتنمية: رهانات وتحديات المستقبل”، التي تشرف عليها كلية الاقتصاد والتدبير بكلميم، بشراكة مع الماستر المتخصص في اللوجستيك والتجارة الدولية، وبتنسيق مع مختبر البحث في التدبير والابتكار والبحث التطبيقي، وفريق الدراسة والأبحاث حول الفضاءات ومجتمعات جنوب المغرب، وبدعم من عمالة الإقليم والمجلس الإقليمي لسيدي إفني.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، رحب السيد العامل بالمشاركين، منوّهًا بأهمية هذا اللقاء العلمي الذي يأتي في سياق يطبعه تسارع التحولات المناخية وتنامي الحاجة إلى البحث العلمي كأداة فعالة لمواجهة التحديات المجتمعية والبيئية. وأشاد بانخراط جامعة ابن زهر، من خلال كلية الاقتصاد والتدبير بكلميم، في محيطها الترابي، مستحضراً محطات علمية سابقة نظمت بالمنطقة، أبرزها المخيم العلمي لسنة 2023.
وأكد السيد الحسن صدقي أن قضايا الماء والطاقة أضحت في صلب السياسات التنموية، خاصة في الدول التي تواجه ضغوطات بيئية ومناخية متزايدة، موضحاً أن التدبير الرشيد لهذين الموردين الاستراتيجيين يعد ركيزة أساسية لضمان الأمن الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة. وأبرز في السياق ذاته أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، انخرط في مسار تنموي طموح يتأسس على مبدأ الاستباقية في مواجهة التحديات البيئية، حيث دعا جلالته في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش إلى مضاعفة الجهود وإبداع الحلول لمواجهة ندرة المياه وآثار التغير المناخي.
وفي هذا الإطار، أشار عامل الإقليم إلى عدد من المشاريع التنموية التي تم إطلاقها بسيدي إفني، والتي تندرج ضمن استراتيجية اقتصاد الماء والطاقة، من ضمنها إنشاء سدود صغرى وتلية، وإنجاز ثقوب استكشافية واستغلالية، وتقوية شبكات التزود بالماء الصالح للشرب.
كما شدد على أن ترشيد استهلاك الماء والطاقة مسؤولية جماعية تتطلب تعبئة كافة الفاعلين، مبرزًا أن نجاح أي مشروع تنموي رهين بمدى قدرة المجتمع على التوازن بين الحاجيات الحالية وضمان حقوق الأجيال القادمة.
واختتم السيد العامل كلمته بالتأكيد على أهمية الندوة في إغناء النقاش العلمي حول القضايا المطروحة، داعيًا إلى تكرار مثل هذه المبادرات التي تفتح آفاقًا جديدة للتفكير المشترك والعمل التكاملي بين الباحثين وصناع القرار.
هذا وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بكلمات للسادة رئيس المجلس الإقليمي، ورئيس جماعة سيدي إفني، وعميد كلية الاقتصاد والتدبير، والمدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء)، والتي انصبت في مجملها على أهمية محاور الندوة في دعم جهود التنمية المستدامة، واقتراح حلول عملية للإكراهات الراهنة في مجالي الماء والطاقة.
وفي ختام الندوة، جدد المشاركون ولاءهم وإخلاصهم للسدة العالية بالله، ورفعوا برقية تقدير وامتنان إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، سائلين الله أن يديم عليه موفور الصحة والعافية، وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما ابتهلوا إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما.