تعيش تجزئة “رياض السلام” بحي الصحراء في مدينة طانطان على وقع اختلالات بيئية مقلقة تهدد استقرار المنطقة وراحة ساكنتها، وسط مطالب متزايدة بتدخل عاجل من الجهات المعنية.
وتتمثل أولى هذه الإشكالات في ظاهرة الترمال الكثيف الذي غطى مجرى الوادي والقنطرة المجاورة للمدخل الجنوبي للمدينة، إلى درجة كادت الرمال أن تطمس معالم المجرى المائي بالكامل. وضعٌ ينذر بكارثة محتملة في حال تساقط أمطار غزيرة، إذ قد تفيض مياه الوادي على الحي والأحياء المجاورة، كما حدث خلال فيضان سنة 2003 الذي أدى إلى غمر عدد من الشوارع ووصول المياه إلى مقر عمالة الإقليم.
أما المشكلة الثانية، فتتعلق بالترمال المتواصل داخل شوارع وأزقة الحي، نتيجة الرياح القوية القادمة من جهة الطريق المدارية الجديدة، ما يؤدي إلى تراكم كثبان رملية تعيق حركة السير وتحوّل بعض الأزقة إلى ممرات غير سالكة. كما يشتكي السكان من الغبار المتطاير الذي يؤثر سلباً على صحتهم وجودة عيشهم.
رغم هذه التحديات، قامت جمعية “رياض السلام للبيئة والتنمية” بمجهودات تطوعية لافتة، حيث نظمت حملة ذاتية في شتنبر 2024 أزالت خلالها 22 حمولة جرار من الرمال. كما تدخلت مصالح الجماعة لاحقاً بعدة حملات تنظيف، غير أن هذه التدخلات تبقى محدودة الأثر ومؤقتة النتائج.
وفي هذا السياق، يناشد سكان الحي المسؤولين والسلطات المحلية بالتدخل الفوري من خلال تنفيذ تهيئة شاملة لضفة الوادي المجاور، وفق التصاميم المعتمدة، ووضع حواجز رملية وقائية على طول الضفة إلى غاية القنطرة الجنوبية، مع إزالة الكثبان المتراكمة لتفادي خطر الفيضانات. كما يدعون إلى إطلاق عملية تنظيف شاملة للشوارع المتضررة، وإنشاء حزام أخضر بمحاذاة الطريق المدارية والمطار للحد من زحف الرمال نحو الأحياء السكنية.
إلى ذلك، تبقى آمال الساكنة معلّقة على إرادة جماعية حقيقية لوضع حد لهذه المعاناة البيئية، في أفق ضمان عيش كريم وآمن لهم ولأسرهم.