Banner Post

الاحتجاج الصامت في كلميم..مستشار يُكمم فمه ويُشعل الصوت في وجه الصمت

في مشهد يروي حالة من الإحباط العميق، شهدت الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة كلميم، اليوم الجمعة، لحظة غير مسبوقة حين دخل المستشار الوافي خفياف إلى القاعة حاملا لاصقا أحمر على فمه، وفي يده ورقة مكتوب عليها بخط عريض “صم بكم عمي وهم لايبصرون”. هذه الإشارة لم تكن مجرد تصرف عابر، بل كانت رسالة واضحة تعكس حجم الضغط والقيود التي تواجه الأصوات المعارضة داخل المجلس.

المستشار خفياف، الذي وثق احتجاجه بفيديو أرسله، أبدى استياءه حين فتح له المجال لإبداء رأيه، لكنه اكتفى بتصفيق حاد ليُظهر رفضه الصامت. ثم أقدم على قطع الخط على مكبر الصوت، وهو تصرف يرمز إلى عدم الرغبة في الاستمرار في الحوار تحت شروط معينة، بينما بقي فمه مكمما باللاصق الأحمر. هذه الحركة كانت بمثابة تعبير قوي عن استنكار غياب الحريات وتقييد الآراء داخل أروقة القرار المحلي.

في وقت تتحدث فيه الجهات المسؤولة عن تعزيز المقاربة التشاركية في تدبير الشؤون المحلية، يأتي هذا التصرف ليؤكد أن التطبيق الفعلي لتلك المقاربة ما زال يواجه تحديات كبيرة. رسائل الاحتجاج هذه، والتي لم تكن سوى دعوة لإعادة التفكير في ممارسات الإدارة المحلية، تضع الجميع أمام سؤال مؤلم: هل يُسمح فعلا لجميع الأصوات بأن تُسمع..؟ أم أن هناك من يضطر للاحتجاج بالصمت والإشارة فقط ليُبدي رأيه؟

تظل الصورة التي سجلها المستشار خفياف لحظة محورية تعكس واقعا يستدعي إعادة النظر في إدارة الشؤون الجماعية وتعزيز الممارسة التشاركية بشكل حقيقي، بعيدا عن الشعارات التي تُرفع في المناسبات فقط.

اترك تعليقا