شهدت منطقة بولعوان التابعة لإقليم الجديدة، نهاية الأسبوع المنصرم، وقفة احتجاجية نظمها العشرات من الفلاحين والمواطنين المنضوين في إطار تعاونيات فلاحية محلية، وذلك للتعبير عن معاناتهم جراء انقطاع مياه السقي وجفاف المياه الجوفية، ما تسبب في أضرار جسيمة طالت مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، خاصة العنب والتين، على مساحة تناهز 800 هكتار، وقدرت الخسائر المالية بحوالي 88 مليون درهم.

ورفع الفلاحون المحتجون، خلال الوقفة التي نُظّمت أمام المركز الفلاحي رقم 312 التابع للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، شعارات تندد بما وصفوه بـ”القرارات المجحفة” التي حرمتهم من الاستفادة من مياه القناة الرئيسية، معربين عن استيائهم من غياب التواصل من طرف المصالح الفلاحية بالإقليم، رغم تقديمهم لطلبات الترخيص باستعمال مياه القناة لأغراض السقي.
ويعود أصل الأزمة إلى سنة 2019، حين قرر المكتب الجهوي توقيف عملية السقي من القناة الرئيسية واعتماد نظام جديد، ما اضطر الفلاحين إلى اللجوء إلى مياه الآبار، إلا أن توالي سنوات الجفاف فاقم الوضع، خاصة في ظل جفاف معظم الآبار وارتفاع نسبة الملوحة في التربة، ما انعكس سلبًا على إنتاجية الأشجار المثمرة وجودة المحاصيل الفلاحية.

وفي هذا السياق، وجّه أكثر من ألف فلاح منخرطين في تعاونيات محلية، مراسلات إلى عامل إقليم الجديدة ووزارة الفلاحة، طالبوا من خلالها بتمكين منطقة بولعوان من حصة مائية كافية عبر القناة الرئيسية، لإنقاذ مشاريع فلاحية حيوية تم الاستثمار فيها خلال السنوات الأخيرة، من ضمنها زراعة 615 هكتارًا من الكروم و485 هكتارا من الخضروات، باستثمارات إجمالية تقارب 88 مليون درهم، وهو ما ساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي وخلق فرص شغل واسعة.
وأكد المحتجون أن المشروع الفلاحي الحالي، خاصة زراعة الكروم، يوفر أزيد من 100 ألف يوم عمل سنوي لفائدة اليد العاملة بالجماعة الترابية لبولعوان والجماعات المجاورة، مطالبين بتخصيص ما لا يقل عن 3 ملايين متر مكعب من مياه السقي، كحل استعجالي لإنقاذ ما تبقى من الأشجار المثمرة وإنعاش الدورة الاقتصادية بالمنطقة.

يُذكر أن السلطات المحلية بإقليم الجديدة كانت قد شنّت، في فترات سابقة، حملات مكثفة على طول القناة المائية للحد من سرقة مياه السقي، حيث تم خلال هذه العمليات حجز عدد من المضخات والمحركات، إلى جانب أنابيب بلاستيكية ومنصات إسمنتية استُخدمت بطرق غير قانونية لاستغلال مياه القناة.
ويترقب فلاحو بولعوان تحركا عاجلا من الجهات المعنية لإيجاد حلول ناجعة ومستدامة لأزمة المياه، في ظل تصاعد تأثيرات التغير المناخي وشح الموارد المائية، بما يضمن استمرارية النشاط الفلاحي والحفاظ على الاستثمارات واليد العاملة المرتبطة به.

