احتضن المركز الثقافي بإقليم الطانطان، مساء الثلاثاء 8 يوليوز 2025، حفل التميز الإقليمي برسم الموسم الدراسي 2024/2025، تحت شعار: “الريادة تميز دراسي وعطاء مستمر”، تكريما للمتفوقات والمتفوقين من مختلف الأسلاك التعليمية، وكذا تقديرا للجهود المتواصلة لكافة الفاعلين التربويين والشركاء المؤسساتيين والمدنيين.
وجرى هذا الحفل البهيج بحضور الكاتب العام لعمالة إقليم طانطان، السيد علي بوقسيم، الذي ألقى كلمة بالنيابة عن السيد عامل الإقليم ورئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، إضافة إلى عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، ومسؤولين عن قطاع التربية والتكوين، وأطر إدارية وتربوية، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وممثلي النقابات والسلطات المنتخبة، إلى جانب تلميذات وتلاميذ متوجين وأسرهم.

في كلمته الرسمية، أكد السيد علي بوقسيم أن هذا اللقاء يشكل محطة سنوية للاحتفاء بالجد والاجتهاد، وترسيخ ثقافة التميز، وإشاعة روح المنافسة البناءة في صفوف الناشئة. كما نوّه بكافة المبادرات الهادفة إلى تحسين جودة التعليم، خاصة في العالم القروي والمناطق الهشة، مع التأكيد على دعم كل البرامج التي تهيئ بيئة تعليمية مشجعة على التحصيل والإبداع.
وأضاف المتحدث أن هذا الحفل هو أيضا مناسبة للاعتراف بالمجهودات المبذولة من طرف كافة الأطر الإدارية والتربوية، مؤكدا أن النتائج الطيبة المحققة هذا الموسم، سواء من حيث نسب النجاح أو معدلات التميز، تعكس تضافر جهود الجميع.

ومن جانبه، ألقى الدكتور الحسان منصوري، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بطانطان، كلمة أبرز فيها أن “نسب النجاح المسجلة هذا الموسم شهدت تطورا ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية، بفضل انخراط مختلف الفاعلين، وعلى رأسهم هيئة التدريس وأطر الإدارة التربوية”.
وأوضح أن عدد الناجحين في امتحانات السنة الثالثة إعدادي بلغ 1499 من أصل 2182 مترشحة ومترشحا، بنسبة نجاح بلغت 68.70%، فيما بلغت نسبة النجاح في السنة السادسة ابتدائي 95.26%. كما نوه بحصيلة الدورة العادية لامتحانات البكالوريا، التي سجلت نسبة نجاح بلغت 60.42% في صفوف المتمدرسين، منها 662 ناجحة وناجحا من أصل 1144 مترشحا، فيما بلغت نسبة التميز في صفوف الناجحين 49%.
وبحسب المعطيات الرسمية، فقد بلغ عدد الميزات المحصل عليها: 48 “حسن جدا”، و112 “حسن”، و168 “مستحسن”، في حين حصل التلميذ جمال الفضالي من ثانوية القدس التأهيلية على أعلى معدل بالإقليم: 18.39.
وأبرز المدير الإقليمي أن هذا النجاح النوعي يعكس تحول المديرية نحو التركيز على الكيف بدل الكم، خاصة أن نسبة مهمة من الناجحين تمكنوا من ولوج المعاهد العليا ذات الاستقطاب المحدود، وهو ما يعكس نجاح المخطط الإقليمي للدعم التربوي، إلى جانب الدعم النفسي والتربوي الذي قدمته أطر الدعم الاجتماعي للتلميذات والتلاميذ.
وأشار أيضا إلى تنظيم عدد من الأنشطة النوعية، من بينها: الملتقى الأول للتوجيه التربوي، ويوم تواصلي حول التعليم الأولي، وفحوصات طبية لفائدة ضعاف البصر، بالإضافة إلى تتويج تلاميذ متميزين وطنيا في مجالات القراءة والبودكاست والصحافة والإبداع الفني والرياضي.

وتضمن برنامج الحفل فقرات تنشيطية ولوحات فنية أبدع في أدائها تلاميذ من مؤسسات تعليمية مختلفة، إلى جانب تقديم جوائز الاستحقاق لتلميذات وتلاميذ متفوقين في أسلاك الابتدائي والإعدادي والتأهيلي، وكذا حفظة القرآن الكريم، إضافة إلى عرض شريط وثائقي يوثق أنشطة الحياة المدرسية خلال الموسم.
كما جرى تكريم الفائزين وطنيا في مسابقات تربوية وثقافية ورياضية مثل “تحدي القراءة العربي”، و”البودكاست التربوي”، و”وادنون للصحافة المدرسية”، و”السوروبان”، و”الكرة الطائرة”، وغير ذلك من المجالات التي أظهرت تميز طاقات الإقليم ومواهب ناشئته.
واختتم الحفل بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، قبل أن يدعى الحضور إلى حفل شاي على شرف المتفوقين وأسرهم.
إلى ذلك، يجسد هذا الحفل الإقليمي تقليدا تربويا سنويا يكرّس ثقافة الاعتراف والتحفيز، ويترجم إرادة مشتركة للنهوض بالمنظومة التربوية إقليميا، في أفق ترسيخ مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء.


