ثقافة

الذكرى الثامنة لرحيل الدكتورة فاطمة المرنيسي

تحل اليوم الذكرى الثامنة لرحيل الدكتورة فاطمة المرنيسي 30 نونبر 2015، للا فاطمة صوت ثقافي من مؤسسي الفكر المغربي المناصر للتنوير والمُدافعين عن صوت العقل في التعامل مع القضايا الشائكة، غامرت بروح وعزيمة العالم، والمفكر الذي لا يخشى الأسئلة، ولا يهاب الجدال. وتمكنت بفعل عزيمتها من أن تنتصر للمرأة المغربية والعربية موضوعاً وصوتاً وطريقة في التفكير.

ولدت فاطمة المرنيسي عام 1940 بفاس العاصمة العلمية للمغرب، وتابعت دراستها بجامعة محمد الخامس في الرباط وجامعة السوربون في باريس ثم جامعة برانديز بالولايات المتحدة الأمريكية.

وعرفت فاطمة بأعمالها الفكرية والاجتماعية التي ركزت على قضايا المساواة وتحرير المرأة. وتركت أعمالاً غزيرة في حقلي علم الاجتماع والأدب، وتُرجمت كتبها إلى أكثر من ثلاثين لغة، وكانت لها مساهمات مبكرة في الفعل الحقوقي والنسائي في صيرورة النضال من أجل المساواة بين الجنسين .

وتعتبر المرنيسي من أبرز الكاتبات بالمغرب والعالمين العربي الإسلامي، حيث اهتمت كتاباتها بالإسلام والمرأة وتحليل تطور الفكر الإسلامي والتطورات الحديثة، بالموازاة مع عملها في الكتابة كانت تقود كفاحاً في إطار المجتمع المدني من أجل المساواة وحقوق النساء. وساهمت في قيادة أبحاث ميدانية اجتماعية حول أوضاع المرأة في المغرب، وتخرج على يديها مئات من الباحثات والباحثين في مجال علم الاجتماع.

تركت المرنيسي بصمتها في الفكر المغربي النسوي- التاريخي عددًا من الجهود البحثية والمنجزات الكتابية والمؤلفات، أبرزها:

“الجنس، الأيديولوجيا والإسلام”

“الجنس كهندسة اجتماعية، السلوك الجنسي في مجتمع إسلامي رأسمالي ”

“ما وراء الحجاب”

“سلطانات منسيّات”

“الحريم السياسي، النبي والنساء ”

“هل أنتم محصنون ضد الحريم؟”

“شهرزاد ليست مغربية”.

واختارت صحيفة “الغاردين” البريطانية فاطمة المرنيسي سنة 2011 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ضمن الكوكبة الأولى للنساء المائة الأكثر تأثيراً في العالم. وحصلت الكاتبة المغربية الراحلة سنة 2003 على جائزة أمير أستورياس للأدب مناصفة مع الأديبة الأمريكية سوزان سونتاغ.

وتميزت أعمال فاطمة المرنيسي برؤيتها النقدية لأوضاع المرأة في العالم الإسلامي ودعوتها لتحريرها من القيود الاجتماعية والمحظورات، لكن المرنيسي التي تتقن الاعتماد على المناهج الغربية في أبحاثها لم تكن تدخر أيضاً جهداً في تسليط الأضواء على مكامن الخلل في نظرة الثقافة الغربية للمرأة، مثلما فعلت في كتابها “شهرزاد ليست مغربية”.

فاطمة أستاذة أجيال ربَت فيهم حب المعرفة العلمية، واحترام البحث السوسيولوجي الذي كانت تعتبره ممارسة ميدانية بامتياز، تقتضي عملية الهدم و البناء مع المحافظة على الصرامة و الدقة العلميتين و خصوصية الواقع.

مدير الموقع

المنشور السابق

قضاة الفوج 46 يؤدون اليمين القانونية بعد الموافقة الملكية السامية على تعيينهم في السلك القضائي

على إثر الموافقة المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله رئيس المجلس الأعلى…

4 ساعات منذ

أمير المؤمنين يترأس اليوم الأحد إحياء ليلة المولد النبوي الشريف بمسجد حسان بالرباط

أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره…

4 أيام منذ

المغرب..توجه عام لتقييد استخدام القاصرين لمواقع التواصل الاجتماعي

تتجه المملكة المغربية لتقييد استخدام القاصرين لمواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت الأغلبية الحكومية استعدادها لمناقشة تشريع…

7 أيام منذ

وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تُعلن عن تسجيل حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة

في إطار المنظومة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي، وتنفيذاً لسياستها التواصلية، تُعلن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية…

أسبوع واحد منذ

اجتماع اولي لتفعيل الشراكة بين جامعة محمد الخامس والمجتمع المدني بالداخلة للاستفادة من دورات تكوينية حول قضية الوحدة الترابية.

في سياق التحضير للشراكة بين جامعة محمد الخامس والمجتمع المدني بالداخلة استقبل السيد فريد الباشا…

أسبوع واحد منذ

المجلس الاقليمي لوادي الذهب يعقد دورته العادية لشهر شتنبر

بقاعة الاجتماعات الكبرى بولاية الداخلة، عقد المجلس الاقليمي لوادي الذهب، يومه الاثنين 9 شتنبر 2024…

أسبوع واحد منذ