أصناف: سياسة

خبير روسي…يتنبأ بحرب بين روسيا والناتو منتصف شهر ماي القادم

تنبأ الخبير الروسي في الاقتصاد السياسي  ألكسندر نازاروف باندلاع حرب بين روسيا والناتو منتصف شهر ماي المقبل، حيث أشار في مقال تحت عنوان منتصف شهر مايو هو الموعد المحتمل لبدء الحرب بين روسيا والناتو نشره في قناته على منصة تلغرام إلى احتمالية إندلاع حرب بين القوى العظمى ممثلة في روسيا والناتو، فبحسبه فإن في النصف الأول من شهر مايو، تتضافر مجموعة من العوامل، سيؤدي كل منها على حدة إلى تصعيد كبير للحرب غير المعلنة التي يشنها الغرب ضد روسيا، وتجعل من دخول أوروبا طرفا في الأعمال العدائية بأوكرانيا أمرا لا مفر منه تقريبا.

حيث وصل الغرب -بحسب تكهناته- إلى مرحلة انهيار اقتصاده، والتي قد تبدأ قبل نهاية العام الحالي، ربما في الخريف، ما يحتم عليه هزيمة روسيا بأسرع وقت ممكن.

من جانبها، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية محاربة التضخم، الذي تسارع إلى مستويات قياسية منذ 40 عاما. وللقيام بذلك، توقف الاحتياطي الفدرالي عن طباعة النقود الورقية غير المغطاة منذ مايو، ورفع سعر الفائدة، ما يجعل انهيار سوق الأسهم خلال الأشهر القليلة المقبلة أمرا حتميا. لكن ذلك أمر لا يمكن السماح به، لأن سوق الأوراق المالية هو قلب الاقتصاد الأمريكي، ولإنقاذه من الضروري ضمان تدفق رأس المال إلى الولايات المتحدة الأمريكية من جميع أنحاء العالم. وفي ظل الظروف الحالية، هناك طريقة واحدة فقط لتحقيق ذلك ألا وهي زعزعة استقرار العالم بأسره، من تايوان وحتى أوكرانيا. ويشير نمو الدولار وضعف اليوان والين واليورو إلى أن هذه العملية قد بدأت بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك، تحتاج إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى تصعيد الصراع مع روسيا لإيجاد شماعة تتحمل المسؤولية عن الانهيار القادم لهرم الديون في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم انهيار النظام المالي العالمي والجوع في العالم. وقد رأينا بالفعل محاولات بايدن صياغة مصطلحات على غرار “تضخم بوتين” وغيرها.

أما أوروبا، فقد خلقت لنفسها أعمق أزمة اقتصادية من خلال تدمير العلاقات الاقتصادية مع روسيا، في محاولة تنظيم انهيار اقتصادي في روسيا. ولن يكون أمام الأزمة الاقتصادية في أوروبا خلال الأشهر المقبلة سوى أن تتدهور، وصولا إلى كارثة واسعة النطاق خريف وشتاء هذا العام.

في الوقت نفسه، أظهر الاقتصاد الروسي مرونة أكبر بكثير مما توقعه الغرب. وإذا استمرت التوجهات الراهنة، فلا يوجد سبب لتوقع انهيار الاقتصاد الروسي على الأقل في السنوات القليلة المقبلة، أو دعنا نقول، طوال الفترة اللازمة لانهيار النظام المالي الأمريكي/ العالمي.

أصبح الوضع بالنسبة لأوروبا لا يطاق، ولم يعد بالإمكان تحمل مواجهة اقتصادية طويلة الأمد مع روسيا، وأصبحت أوروبا مضطرة للذهاب إلى أقصى درجات التصعيد، على أمل أن تستسلم روسيا أو تنهار أولا خلال الأشهر المقبلة.

بالتزامن، أدت الإخفاقات الروسية في الفترة الأولى من الحرب، ولا سيما انسحاب القوات الروسية من محيط كييف، إلى ظهور وهم لدى أوكرانيا والغرب باحتمال تحقيق نصر عسكري على روسيا. كذلك لا يؤمن الأوروبيون بإمكانية استخدام روسيا للأسلحة النووية، ولم يعودوا يخشون الدخول في الحرب، ويشعرون بدعم “الناتو” والولايات المتحدة الأمريكية من خلفهم..

ويطرح الخبير الروسي سؤالا، لماذا إذن النصف الأول من مايو، وليس يونيو مثلا؟ ليجيب عنه من خلال النقاط التالية:

أولا، إن كل شهر أصبح مهما بالنسبة لأوروبا، فقد أعلنت روسيا اعتزامها تحويل جميع صادراتها إلى الروبل الروسي، وقد بدأت بالفعل روسيا في قطع إمدادات الغاز عن الدول التي ترفض ذلك. وأعتقد أنه ببداية الصيف ستتحول روسيا إلى تصدير النفط والأسمدة المعدنية والحبوب وغيرها من السلع الحيوية إلى التجارة بالروبل، وسيتدهور الوضع الاقتصادي في أوروبا بشكل حاد.

ثانيا، يؤمن الغرب بدعايته الخاصة، فقد أقنع نفسه بأن فلاديمير بوتين يريد إنهاء الحرب بحلول التاسع من مايو، العيد الرئيسي لروسيا الحديثة، ويوم الاستعراض العسكري التقليدي في روسيا على شرف انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وأعتقد أن أوكرانيا والغرب يريدان توجيه ضربة إلى بوتين بحلول هذا التاريخ، على الأقل لتحقيق هزيمة موضعية لروسيا، والتي ينبغي أن تضر صورة بوتين بشدة وتقوض إرادة روسيا للقتال.

ثالثا، يتدهور الوضع في إقليم الدونباس يوما بعد يوم، حيث تقاتل أفضل قوات نظام زيلينسكي في مواقع محصنة تحصينا جيدا. وإذا لم يتركوا مواقعهم، فسيتم الانتهاء من تطويق المجموعة الأوكرانية وسيتم تدميرهم في منتصف شهر مايو تقريبا، وما يتبع ذلك من عواقب وخيمة على أوكرانيا والغرب. كذلك فإن انسحاب هذه القوات أيضا بمثابة انتحار، حيث سيتم تدمير الطوابير القوافل الأوكرانية من الجو. لهذا فإن فتح جبهة ثانية في مكان آخر يمكن أن يكون حبل الإنقاذ لهم.

رابعا، أصبح النقص في الأسلحة والوقود في أوكرانيا أكثر حدة، وشل الاقتصاد، ولا يتعجل الغرب لتعويض الخسائر المفقودة. بل إن التصعيد بإشراك الغرب في الأعمال العدائية سوف يكون أفضل بكثير لأوكرانيا من حرب طويلة بينها منفردة وبين روسيا.

وهكذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج بل ومستعدة لتصعيد الصراع مع روسيا، بينما تستعد أوروبا الشرقية طواعية للعب دور “الأبله المفيد” ووقود حرب الولايات المتحدة مع روسيا.

والمرشحان الرئيسيان لهذا الدور اثنان: بولندا ورومانيا.

في الوقت نفسه، فقد شهدنا في الأيام الأخيرة تفاقما حادا للوضع في جمهورية بريدنيستروفيه (ترانسنيستريا) غير المعترف بها، والواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيستر بين مولدوفا وأوكرانيا.

وتوجد في هذه الجمهورية قاعدة لقوات حفظ السلام الروسية (حوالي ألف شخص)، بالإضافة إلى أكبر مستودع ذخيرة في أوروبا، الذي عاد إلى ملكية الاتحاد السوفيتي مرة واحدة أثناء انسحاب القوات السوفيتية من أوروبا الشرقية.

فإذا ما وضعنا هشاشة هذه المستودعات جنبا إلى جنب مع نقص الأسلحة والذخيرة في أوكرانيا يصبح هجوم الأخيرة على ترانسنيستريا منطقيا، وقد صرحت إدارة زيلينسكي بذلك علانية. ومع ذلك، فهذا مستحيل بدون مساعدة مولدوفا، وستجذب محاولة روسيا الدفاع عن ترانسنيستريا حتما مولدوفا إلى الصراع، وبالتالي رومانيا، التي تقف وراءها، وستحصل بذلك على ذريعة لإرسال قوات إلى ترانسنيستريا وربما إلى الأراضي الأوكرانية المجاورة.

وقد رأينا خلال الأيام القليلة الماضية هجمات على مؤسسات الدولة في جمهورية ترانسنيستريا، بما في ذلك على برج التلفزيون المحلي والمستودعات العسكرية هناك..

لذلك فنحن ننتظر التاسع من مايو. إلا أنني أظن أن مزيدا من التصعيد لا مفر منه، حتى لو لم يحدث شيء في التاسع من مايو.


المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

مدير الموقع

المنشور السابق

قضاة الفوج 46 يؤدون اليمين القانونية بعد الموافقة الملكية السامية على تعيينهم في السلك القضائي

على إثر الموافقة المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله رئيس المجلس الأعلى…

20 ساعة منذ

أمير المؤمنين يترأس اليوم الأحد إحياء ليلة المولد النبوي الشريف بمسجد حسان بالرباط

أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره…

5 أيام منذ

المغرب..توجه عام لتقييد استخدام القاصرين لمواقع التواصل الاجتماعي

تتجه المملكة المغربية لتقييد استخدام القاصرين لمواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت الأغلبية الحكومية استعدادها لمناقشة تشريع…

أسبوع واحد منذ

وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تُعلن عن تسجيل حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة

في إطار المنظومة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي، وتنفيذاً لسياستها التواصلية، تُعلن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية…

أسبوع واحد منذ

اجتماع اولي لتفعيل الشراكة بين جامعة محمد الخامس والمجتمع المدني بالداخلة للاستفادة من دورات تكوينية حول قضية الوحدة الترابية.

في سياق التحضير للشراكة بين جامعة محمد الخامس والمجتمع المدني بالداخلة استقبل السيد فريد الباشا…

أسبوع واحد منذ

المجلس الاقليمي لوادي الذهب يعقد دورته العادية لشهر شتنبر

بقاعة الاجتماعات الكبرى بولاية الداخلة، عقد المجلس الاقليمي لوادي الذهب، يومه الاثنين 9 شتنبر 2024…

أسبوعين منذ